ونحن نحتفل بذكرى ثورة 26سبتمبر كل عام لم نكن نتخيل البؤس الذي عاشه شعبنا في ظل حكم الأئمة إلا عندما يدور الآن سيناريو الحكم عبر المذهب والطبقية وسيدي وسيدك والصراع والدماء والنزوح والتهجير القسري ولغات القهر والمعاناة التي نسمعها ممن تركوا بيوتهم في صعدة وحجة والجوف. تلك مشاهد ينقلها الواقع عن سيناريو حدث وربما بشكل أكثر معاناة من طبقة حكمت وذاق الشعب منها الويل والتعاسة والتخلف, ولازلنا حتى اللحظة نعاني وسنظل نعاني من وصمة التخلف والجهل والصراع طالما سمحنا لها بالعودة. سبتمبر ثورة الحلم قام بها صناع البطولة والأسطورة, لنتخيل كم حجم الشجاعة التي امتلكها أولئك وهم يثورون على الإمام الذي سيطر على عقول نسبة كبيرة من الشعب بسبب الجهل والتخلف وستظل عبارة «أحمد ياجناه» وصمة في تاريخ حكم الأئمة في استخفافهم بالشعوب والخلق. ثوار سبتمبر العظام حقاً كانوا أبطالاً بل جبابرة في البطولة والشجاعة، كانوا أمام طاغيين؛ الحاكم الطاغي الظالم المتسلط بالقوة والجهل والتعصب والفرقة والعنصرية، والطاغي الآخر هو جهل الشعب والخوف الذي سكن هذا الشعب عبر سني التسلط من بداية حكم الهادي حتى حكم بيت حميد الدين، والذي مثل فترة الهيب والدم المراق لأبناء هذا الشعب. بطولة ثوار سبتمبر بطولة مباركة، والمحزن أنهم لم ينالوا حقهم الكامل من مظاهر الوفاء والعرفان, هل يعرف الآن طالب الجامعة - ناهيك عن طالب الأساسي والثانوية - من هو اللقية ومن هو الزبيري والعلفي؟ هل طبعت المطابع دواوين الزبيري العملاقة إبداع وفن وثورة وعطاء؟ هل تنافست دور النشر والفضائيات على الاحتفاء بالثورة وثوارها، بدل برامج المناكفات والصراعات. هل أنتجت الأفلام الوثائقية لثوار سبتمبر وأكتوبر؟. هل أنشئت الجمعيات والمؤسسات التي تحمل حتى أسماء هؤلاء، ثوار ثورة سبتمبر وأكتوبر العمالقة لم ينالوا التكريم, حقيقة من كل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً, حتى الصحف الرسمية لم تقم بواجبها في إفراد الصفحات والمناسبات لدراسة سيرة هؤلاء الأبطال الذين انتزعوا الثورة وصنعوها في وقت كانت بحجم المستحيل للمقاومة الشرسة من قبل الحكام وسدنتهم والجهل والتخلف والخوف الشعبي من جهة ثانية. إن شهري سبتمبر وأكتوبر هما شهرا العرفان والوفاء والتعريف وصناعة رمز للأجيال الحالية والقادمة بأن يحافظوا على أهداف الثورة ويبذلوا المزيد من أجل اليمن واليمن فقط.