سبق أن نشرت الجهورية لنا مقالاً ينعي حالة ميناء الحديده وجاهزيته المتردية في عالم يعج بالحركة والتقدم والإستحداثات كل يوم بل كل ساعة... ورغم كلمات الاستحسان التي سمعتها من كثير من القراء إلا أن المقال كغيره من الصرخات تذهب أدراج الرياح فلا حياة لمن تنادي ، وكأن مسؤلي اليوم مثلهم مثل مسؤلي الأمس المشوم الذي كان يستند إلى المقولة الشهيرة « دعهم يقولوا ما يريدون ونحن سنفعل ما نريد»... خاطبنا في مقالنارئيس الوزراء ووزير النقل لعلَّ وعسى... و أشرنا إلى معاناة الناس وتدهور الحال ، بل أن الموت و الوفاة للميناء هي اقرب من الانتعاش وليس بمقدورنا إلا الكتابة والقلم ، فلا نعرف شيئاً عن البارود ولا البندقية...هكذا تعلمنا ونشأنا وراضين بما قسمه الله لنا... بعد كل الكلام والاجتماعات و الجعجعة لم نشاهد إلا تصريحات نارية وعنتريات ووعود ، ولكن لم نرَ طحيناً ولا حتى حب منثور ...ورغم أن قيادة الميناء تسير بعربتها على الجير الثقيل وبجهد جهيد وعلى مستوى ( إدارة الأزمة ) إلا أن الحال يتردى حتى أن فعالية الميناء وبدون مبالغة تدنت إلى ما يتجاوز سبعون بالمائة مما هو مطلوب من حالتها السابقة ، أما ما هو مطلوب بمعيار التقدم اليوم في الموانئ فهي عشرون درجة تحت الصفر ولولا عناية الله ولطفه لحدث ما لا تحمد عقباه ونسأل الله أن لا يحصل ذلك... ولعل أسوأ ما بلغنا هو أن بعض الآليات (على قلتها) عمداً يتم إخفاؤها من قبل القائمين المعنيين بهدف تشكيل ضغط على التجار للتكالب على المتوفر من الآلات و التسابق عليها ، و بالتالي يضطر التاجر أن يدفع الإتاوة المعلومة لينجز عمله قبل الآخرين إن صح ذلك فهو جرم مضاعف وعقلية النظام السابق لازالت معشعشه في الميناء و سرطان يلزم إزالته... هناك من يعتقد أن في تكسيح ميناء الحديدة مؤامرة الهدف منها تحقيق مصالح شخصية مثل ما حصل لميناء عدن وعلى الجهات المعنية بالأمر التحقق من كل شيء وأن توضح بشفافية ما تواجهه سواء عقبات أو مؤامرات أو ضغوط... نكرر الاستغاثة لوجوه الخير في الدولة فالميناء لا يهم محافظة الحديدة وحدها بل هو مهم جداً جداً لجمهورية اليمن ( الموحدة ) وإذا خرج عن نطاق الخدمة فلربما كان في خروجه رصاصة الاغتيال للوحدة المباركة...لا نريد تصريحات لا نريد (تنفيض للأكياس الفارغة) ... نريد مصداقية وأفيضوا على الميناء مما أفاض به الله ثم المانحين عليكم من مليارات ... ما يطلبه الميناء عاجلاً لا يتجاوز مائة وخمسين مليون دولار فهل عزَّ الطلب أو أن المحافظة لاتهم ذوي الشأن حتى أن رئيس وزرائنا المبجل و الأفاضل من الوزراء و مسؤلين يتأففون من زيارة المحافظة و الالتقاء بأبنائها لا ندري أخوفا من اللقاء أم غير ذلك ... عموماً ليس هذا ما نتوجه إليه فتلك سياسة لا نعلم عنها شيئاً وللبيت رب يحميه أما إبلنا أو ميناؤنا فنحن سنحميه و ندافع عنه بالقلم الواضح و القول الصريح ...سلمية ... سلمية ... اللهم فاشهد عليهم جميعاً.