39 عاماً مرت على ذلكم الانتصار التاريخي العسكري الذي تحقق للقوات المسلحة المصرية في السادس من أكتوبر عام 73م يوم أن عبر المقاتل المصري حواجز الخوف والقلق وأسوار الهزيمة القاسية في يونيو من العام 67م. أجل 39 عاماً مرت على ذلكم اليوم الخالد الذي انتهت فيه أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي طالما قيل عنه بأنه لا يقهر ليفاجأ كما تفاجأت قياداته العسكرية المتغطرسة بل العالم أجمع ممثلاً بأولئك الخبراء العسكريين بأعرق الأكاديميات المتخصصة والذين أكدوا في عديد المناسبات والتحليلات بأن القوات المسلحة المصرية سوف لا تقدم على أي مغامرة حربية لاسترداد أراضيها وإن هي فكرت بذلك فعليها أولاً أن تواصل الاعداد والتحضير لأي مواجهة عسكرية تزمع القيام بها على مدى 20 عاماً ابتداءً من حرب النكسة عام 67م على أن يأتي ذلك الإعداد والاستعداد وفق أحدث التطورات التكنولوجية السائدة آنذاك وأضاف عديد الخبراء آنذاك والأهم من ذلك كله لابد أن تضع القيادات العسكرية المصرية حساباتها بدقة وأن تضع بالحسبان بأنها لن تخسر فقط مالا يقل عن 80 % من العدة والعتاد والأفراد بل ما يساوي تلك النسبة من البنى التحتية في معظم المدن المصرية وفي مقدمتها مدن القتال إلا أن الجيش المصري بمختلف تخصصاته القتالية البرية والبحرية والجوية كان عند مستوى الثقة ومستوى المسؤولية الوطنية حينما عبر خط بارليف الحصين بمختلف وحداته القتالية ليدك بطريقة مذهلة مجمل المواقع العسكرية الإسرائيلية على امتداد ذلك الخط وصولاً إلى مدينة القنطرة في سيناءالمحتلة بعد أن كبد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وذلك خلال زمن قياسي أذهل فيه الغاصب المتغطرس وافقده هيبته العسكرية التي طالما تبجح بها كثيراً بل أذهل الأعداء والأصدقاء وكل المراقبين في آن واحد يومها قال الزعيم المصري الراحل محمد أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة التي أصبح لها درع وسيف استطاعت أن تفقد العدو توازنه في ست ساعات وهذا ما تحقق بالفعل في مختلف جبهات القتال التي شهدت تقهقر واندحار واستسلام الكثير من الوحدات العسكرية واليوم وبعد أن جاء ذلك اليوم الخالد ليعيد للمقاتل المصري العربي اعتباره وكرامته وبعد أن تغيرت عديد الاستراتيجيات العسكرية والقتالية على ضوء ذلكم الانتصار التاريخي على جيش العدو الإسرائيلي الذي قيل عنه بأنه لا يقهر جاءت ثورة ال 25 من يناير المصرية لتعيد الأمور إلى نصابها ولتصحح عديد المسارات المتعلقة بذلك الانتصار التاريخي بعد أن سلب الرئيس المخلوع ونظامه السابق عديد الاستحقاقات البطولية لرموز وأبطال ذلكم الانتصار بعد أن تعمد ذلك النهج عبر وسائله الإعلامية المختلفة، وبعد أن انحصرت عوامل الانتصار دون خجل أو حياء بالضربة الجوية الأولى. وكم كان الرئيس المصري محمد مرسي منصفاً حينما بادر بفضل الثورة المباركة لتكريم الأبطال الحقيقيين لذلكم الانتصار التاريخي الذي أعاد لمصر مكانتها التاريخية وسيعيد لها إن شاء الله مكانتها القومية فقد بادر بتكريم كل من الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس أركان حرية الفريق سعد الدين الشاذلي المهندس الحقيقي للعبور والقائد العسكري الفذ الذي لقن قيادات العدو الإسرائيلي وجنوده أصعب الدروس وبعثر كرامتهم في رمال سيناء الطاهرة وبتكريم السادات والشاذلي تكون القيادة المصرية الحالية قد أعادت كثيراً من الاعتبار لعديد المقاتلين الذين سجلوا أروع الملاحم البطولية في أشرس مواجهة عسكرية خاضها الجيش المصري على طريق التحرير ليشهد على تفوقه عديد الخبراء والقادة العسكريين الذين اعترفوا بتطور العقلية القتالية للمصريين واصفين تلك العقلية بأنها تفوقت عمليا في مختلف الميادين والمواجهات على التقنيات العسكرية المتطورة في المجالات البرية والبحرية والجوية، وبعد ذلكم الانتصار التاريخي للقوات المسلحة المصرية في ال 6 من أكتوبر عام 73م وهو الانتصار الذي أفقد العدو الإسرائيلي توازنه حسب الرئيس الراحل أنور السادات لم يعد أمام الكيان الإسرائيلي الغاصب وهو يشاهد كل محاولاته البائسة تبوء بالفشل في كل مواقع القتال رغم الجسور الجوية المباشرة التي أتت لدعمه وانقاذه من قبل الإدارة الأمريكية سوى الرضوخ لمبادرات السلام والتي انتهت باتفاقية كامب ديفيد المشؤومة، واليوم وفي ظل التحولات الجوهرية للسياسة المصرية لم يبق أمام مصر العروبة والدول العربية كافة سوى الاستفادة من دروس وعبر ال 6 من أكتوبر وبالتالي الوقوف بكل حزم أمام التحديات التي تحوكها الإمبريالية والصهيونية العالمية بعد اعتمادها على سياسة الهدم والتفكيك لكل المقومات الدينية والوجدانية والعاطفية لمجمل الشعوب العربية باعتبارها البوابة الأهم لإضعاف الجيوش العربية وتدمير قدراتها العسكرية وهذا ما سعى الأعداء وحاولوا كثيراً تنفيذه في أرض الكنانة وسيواصل السعي لتنفيذه إلا أن مصر العروبة مصر العبور والتاريخ والحضارة مصر الثورة والتغيير سوف لا تسمح لتلك السياسات بتحقيق أهدافها وسوف لا تفرط بذلك العبور التاريخي الذي كاد نظامها السابق أن يطمس معالمه بعد أن احتكر لنفسه الضربة الجوية كأهم عوامل الانتصار في ال6 من أكتوبر. اللهم وحد العرب والمسلمين آمين يارب العالمين.