حرب 6 أكتوبر 1973 كانت أول حرب يكسبها العرب (مصر وسوريا) في الميدان ضد “إسرائيل”. لكنه، للأسف الشديد، لم يكن انتصارا خالصا، حيث شابته بعض الثغرات، لا سيما على الجبهة المصرية. الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية في هذه الحرب، وهو الرأس المخطط لخطة الحرب ولعملية العبور التاريخية وتدمير أقوى خط دفاع في التاريخ وهو خط “بارليف الإسرائيلي”، يقول عن الخطة التي وضعها للهجوم على إسرائيل وعبور قناة السويس التي سماها “المآذن العالية”: “إن ضعف الدفاع الجوي منعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ما كان في استطاعتنا أن نقوم بعملية عبور القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة”.. كانت الخطة قد تم تنفيذها بنجاح كامل. لكن “الرئيس الراحل محمد أنور السادات طالب بتطوير الهجوم”.. فكان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، وخسرت القوات المصرية 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي. وكان تسبب، أيضا، في حدوث ثغرة قاتلة، وهي ما عُرفت ب “ثغرة الدفرسوار” التي استغلتها قوة إسرائيلية بقيادة “شارون” لتتسلل باتجاه غرب قناة السويس، ومن ثم تطويق الجيش الثالث بالكامل، ما تسبب في وقوع مصر في شرَك المفاوضات، التي بدأت عسكرية، فوقف النار، وانتهت بمفاوضات سياسية أفضت إلى مفاوضات صلح مع “إسرائيل” في آخر الأمر. [email protected]