انعقد مؤخراً مؤتمر لقبائل اليمن، وفي الحقيقة لا نعرف ما هو الهدف من عقد المؤتمر؟.. لكن من خلال الحشد وحضور الزنداني والهتار وبعض رموز فقهية وقضائية من مختلف المناطق، بعضهم من الإصلاح وبعضهم من المؤتمر، ومن خلال البيان الختامي يتأكد لنا المؤشرات الآتية: - أولاً: تسمية قبائل اليمن تسمية فضفاضة، وفي الحقيقة هم قبائل شمال الشمال، وإن كان هناك تمثيل لبعض المناطق الرعوية (الفلاحية) والجنوبية فهو تمثيل رمزي، ومن خلال رموز حزب الإصلاح في هذه المناطق. - ثانياً: هم يريدون امتيازات من الدولة، ويطالبون بأن تكون وساطاتهم وآراؤهم نافذة.. كما يريدون أن يكونوا الرقم الأكبر كما كانوا في أيام النظام السابق. - ثالثاً: يوجهون رسالة للحكومة الجديدة بأن لهم امتدادات على كافة ربوع اليمن، وفي الحقيقة هم لا يتواجدون سوى في منطقة شمال الشمال. - رابعاً: وجهوا رسالة واضحة بأنهم ضد الدولة المدنية التي رفعوا شعارها خلال الثورة الشعبية السلمية، وهم الآن قد انقلبوا على هدف من أهدافها. - خامساً: طالبوا بأن يكون لهم نصيب الأسد في الحوار الوطني، ومن خلال تركيبة المؤتمر وتكوينه اتضح بأن حزب الإصلاح قد لعب دوراً كبيراً في عقد هذا المؤتمر، وهو يرغب في أن يثبت بأنه يمثل القوة الأكثر تأثيراً، ولهذا فمن حقه أن يستأثر بنصيب الأسد من السلطة الجديدة على المستويين العسكري والمدني.
لا يستطيع القبائل أن ينكروا بأنهم كانوا المستفيد الأول من سلطة الرئيس السابق، وهم الذين حصلوا على امتيازات لم تحصل عليها أية فئة أو شريحة اجتماعية في المجتمع، ومن هذه الامتيازات الآتي: - معظم أفراد القوات المسلحة والجيش من بين صفوفهم، حيث تصل نسبة القبائل في هاتين المؤسستين وبدرجة رئيسة قبائل حاشد وبكيل إلى 80 %. - شكل لهم الرئيس السابق مصلحة موازنتها بالمليارات، يستلم الأقوياء منهم رواتب، وتصل نسبة من يستلمون من الكتلة القبلية في شمال الشمال في هذه المصلحة إلى نسبة 80 %. - تصل نسبة من ينتسبون من الكتلة القبلية إلى المؤسسة الأمنية إلى 80 % وأكثر. ونظراً لأن الرئيس السابق كان ينتمي إلى قبيلة حاشد، وهي قبيلة استأثرت بنصيب الأسد من موازنة الدولة ومن المناصب السياسية وأهم الوظائف في الجهازين المدني والعسكري للدولة، وهي الآن تكرر نفس السيناريو وكأنها ترغب في المزيد من تلك الامتيازات وفي إبقاء سيطرتها على الدولة. ولتحقيق العدل في ظل الأوضاع الجديدة، فإننا نطالب بمصلحة لشئون الرعية (الفلاحين)، وبمصلحة لشئون العمال، وبمصلحة لشئون المرأة.. ونطالب تحقيقاً لمبدأ المواطنة المتساوية مع القبائل بموازنات خاصة لمصالح هذه الفئات أسوة بمصلحة شئون القبائل. ولا نعرف كيف دخل الزنداني في شئون القبائل؟ وهل هو قبيلي أم هو عالم (فقيه) من علماء (فقهاء) الدين؟.. أم هو عالم مخترع؟ لا نعرف بعد ما هو الهدف؛ فهو يتواجد في جمعية علماء اليمن وفي هيئة العلماء وفي حزب الإصلاح وفي مصلحة الجامعات اليمنية. وهذا المؤتمر يعقد لأول مرة في تاريخ اليمن على هذا المستوى.. ويبدو بأن المؤتمر من هندسة الجناح القبلي في الإصلاح؛ بهدف الاستحواذ على أكبر قدر من الوظائف الكبيرة والصغيرة في مواجهة مناطق الجنوب وجنوب الشمال، وباختصار هذا المؤتمر يهدف إلى الحيلولة دون ظهور الدولة المدنية التي كانت هدفاً من أهداف الثورة الشعبية السلمية. قبائل اليمن يكررون أنفسهم؛ فهم في الإصلاح والمؤتمر وهم في مجلس التضامن التابع لحسين الأحمر، وهم موجودون في القوات المسلحة والأمن وعدد من الأحزاب السياسية التقليدية، وهم يستلمون من مصلحة شئون القبائل ومن مصلحة الشهداء المدنيين والعسكريين، وهم أحياء عند ربهم يرزقون.