هبّ الأخ عبدالمجيد الزنداني مسرعاً للمطالبة بحصة من أسماهم العلماء المنخرطين في هيئة لهم برئاسته، من مقاعد الحوار الوطني، مشترطاً أن تمنح لهذه الفئة صفة المرجعية الحاكمة للحوار ومخرجاته؛ باعتبارها ممثلة للإسلام ومحافظة عليه، ومدافعة عنه. وعلى خطى شيوخ الدين، سارع الأخ صادق الأحمر للمطالبة بحصة قبيلته حاشد من مقاعد الحوار فوراً ومباشرة من اللجنة الفنية، وليس من حصة رئيس الجمهورية، مستنداً إلى ما قاله أن قبيلة حاشد حقيقة قائمة على الواقع، ولن يقبل بتجاهلها، حسب ما جاء على لسانه في مقابلة صحفية، أكد فيه أنه وقبيلته يريدون ويدعمون دولة مدنية ديمقراطية ملتزمة بتعاليم الإسلام!!! صادق الأحمر، ومن حقه المطالبة بحصة قبيلته هو شيخها، لكنه قبل فترة ليست طويلة، كان قد أعد مؤتمراً جامعاً للقبائل أقر في نهاية أعماله منح الشيخ صادق لقب شيخ مشائخ اليمن، فلماذا تخلى عن هذا المنصب ليعود شيخ قبيلة بدلاً من كونه شيخ اليمن؟. شيوخ الدين، ومشائخ القبائل، لهم حصتهم في مقاعد مؤتمر الحوار الوطني من خلال هيئات أخرى ينتظمون في عضويتها، كالأحزاب والتنظيمات والهيئات السياسية والاجتماعية، كحزب الإصلاح، والرشاد، وجماعة الحوثي والحراك، لكن طلب الزنداني وصادق اجتمعا على امتيازات موروثة من عهد الرئيس السابق، وهي امتيازات تمنح الزنداني مقام المرجعية، وترضي صادق بعصبيته لحاشد، رغم أن شيخ الدين يرأس هيئة تضم حسب اسمها «علماء اليمن»، أما شيخ القبيلة فكان قد تسمى شيخ مشائخ اليمن. الزنداني، عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، وصادق اعترف في مقابلته مع صحيفة عكاط بأنه عضو في حزب الإصلاح، لكنهما لا يقبلان التمثيل الحزبي لهما في شأن سياسي عام، فأحدهما يتمسك بهيئة علمائه باسم اليمن، أما الآخر فيتعصب لقبيلته التي يراها حقيقة قائمة في الواقع، كأن غيرها غبار متناثرة في الفضاء، وبينهما تستمر اليمن غنيمة معروضة لأصحاب الحصص من شيوخ ومشائخ. لن تجد هذه الأيام من يرى اليمن أرضاً وموطناً لكل اليمنيين، الذين هم شعبها ومواطنوها، فهي عند شيوخ الدين ومشائخ القبيلة غنيمة، تتعدد وسائلهم في سبيل أخذ حصصهم منها، فإذا لم تكفهم حصة حزبهم استزادوا منها باسم القبيلة والدين، فهل نجد قبيلة للشعب أو ديناً لليمن؟!! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك