القضية الفلسطينية أرضاً وشعباً.. ليست قضية شعب أو قومية أو دينية، لكنها قضية إنسانية تتحمل وزرها الإنسانية كلها،لأنها تسكت عن المجرمين الغاصبين، وينافقون، ويجاملون أعوانهم وداعميهم ومسانديهم، ومؤيديهم، ومموليهم، ومسلحيهم، وحماتهم من الأنظمة الغربية في أوروبا، وفي أمريكا الشمالية “الإدارة الأمريكية، وكندا” وبعض الأنظمة القطرية الإسلامية والعربية. على مدى أكثر من جيل كامل أي أكثر من ستين سنة، وشعب فلسطين يعاني ويكابد ويقاسي من سرقة أراضيه، وبلاده، ومن القتل والتشريد والاعتقال، والتعذيب والمجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية الغاصبة العنصرية الإرهابية، وتعاني من عدوانه الأقطار العربية المجاورة رغم قرارات المجتمع الدولي التي تستقبلها حكومات العصابات الصهيونية دائماً بالاستهتار والرفض دون أن يتخذ ضدها المجتمع الدولي قرارات حاسمة لتنفيذ قراراته .. مثل إصدار قرار تحت البند السابع .. لأن الإدارة الإمريكية أو بريطانيا، أو فرنسا.. ممن يملكون امتياز حق “النقض” في مجلس الأمن توقف مثل هذه القرار باستخدام حق “الفيتو” النقض لتحمي الكيان الصهيوني من أية عقوبات أو أي ردع من قبل المجتمع الدولي.. هكذا على مدى أكثر من ستة عقود، والمجتمع الدولي يدرك ويرى ويشاهد ذلك، ويعلم سيطرة خمس دول على القرار الدولي وأنه أي المجتمع الدولي لا يملك شيئاً، أو قدرة لتوجيه القرار الدولي الوجهة السليمة والعادلة والإنسانية ومع ذلك لم يحرك ساكناً خلال عمر الهيئة الدولية، لإصلاح الهيئة الدولية وإعادة القرار الدولي إلى ملكية المجتمع الدولي ممثلاً بالجمعية العامة للأمم المتحدة وإلغاء حق “الفيتو” النقض.. ولذا فإن المجتمع الدولي كاملاً يتحمل المسئولية كاملة، والجرم كاملاً، والوزر كله بالنسبة ل “مأساة العصر”. قضية فلسطين هذه الجريمة الإنسانية الإرهابية العنصرية القرصانية التي فشل المجتمع الدولي في معالجتها لأن “الإدارة الأمريكية” لا تريد حلها إلا وفقاً للحل الذي يريده الكيان الصهيوني المتمثل بإلغاء الشعب الفلسطيني.. فأي مأساة، وأي جريمة هذه المستمرة أكثر من ستين عاماً؟ !! ومع ذلك نجد من الغرب الأوروبي والأمريكي ومن يدور في فلكهما من العرب والمسلمين من يقول: إن ما يجري في “سورية” هو مأساة العصر.. ويطالبون بالتدخل العسكري لضرب الشعب السوري الذي يحمي ويدافع عن نفسه من الحرب العدوانية التي تشنها جماعات مسلحة مدعومة من الغرب والصهاينة وبعض العرب والمسلمين بينما لم يقولوا عن مأساة فلسطين “مأساة العصر” ويطالبون بتدخل عسكري دولي لتنفيذ قرارات المجتمع الدولي بالقوة.. إنها مأساة الشعب الفلسطيني.