-1- مهما كان اختلافنا مع الذين يحتفلون بالغدير يجب أن نتفق على إدانة ورفض واستنكار كل الكمائن الجبانة التي استهدفت بعض مواكبهم وأفضت الى قتلى وجرحى لم يكونوا يحملون السلاح آخرها استهداف موكب مبارك المشن .. إن هذا المبدأ يجب أن يكون في مقدمة طريقة الاختلاف والتعبير عن هذا الاختلاف أيضاً.. ثم إنها جرائم ذات حساسية كبرى على المجتمع إذ تأتي في هذا السياق، بينما توغل في تمجيد خراب المجتمع كجرائم تستنفر الوحشية والعنف المضاد باللاتسامح وبطريقة الايغال الدموي غير السوي. وبالتاكيد يكفينا كل إرث الضمير المغيب الذي انغرس في المجتمع بسبب هذه الاصطراعات المبدعة في إبراز أخلاقيات الموت المجاني فقط بينما لازالت تبتهج للأسف، فضلاً عن أنه ليس من المستساغ على الانفس السوية مهما كان اختلافها مع الآخرين ان تصر على خسران إمكانية المستقبل بعد خسارة الحاضر كما يبدو، وكذلك يجب أن لا نحبذ عدم إعادة الماضي السيئ لاعتبارنا الانساني الجميل، تماماً كما لو أننا قررنا العيش النهائي الذي لارجعة عنه في أقبح نماذج هذا الماضي المذهبي حيث ضراوة الانسان ضد حق اختيار الإنسان كإنسان مع أنها قناعته التي يجب مراعاتها تعايشياً، وخصوصاً إذا قرر أن يمارسها بشكل مسالم، بينما لايبقى أمامنا هنا سوى أن نشجعه على أن لايفرضها كإراداة خالصة على كل مخالفيه بالعنف أو بالترهيب أو بالغلبة أو بالإكراه. -2- أرعبتني فكرة أن العمراني أفتى بقتل من احتفلوا بالغدير .. ما أوقح دموية من لفق له ذلك. -3- العلمانية هي التبرير الوحيد لإمكانية التعايش الناضج .. السعادة المجتمعية الممكنة بدلاً من إغراءات التشاحن والكراهيات والعنف. ولمن يقول يرتجف لأن العلمانية بمفهومه البسيط فصل الدولة عن الدين أقول له: أرجو أن تطمئن لأن الدولة مدنية يجب أن تكون لا دينية .. ثم إن مدنية العلمانية تصون حرية التدين أيضاً. ولا أظنك مع القتل والقتل المضاد باسم الدين .. بالتأكيد لابد أن نكون مع إيقاف الصراع لصالح التعايش ويبقى الاعتقاد شأنًا فرديًا فقط. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=461135080592239&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater