ليس من العقل أن ندّعي الانفتاح على الآخر والتعايش مع الجميع ونحتفي بالفالنتاين وعيد الأم وعيد غسل الأيدي ووو .. ثم لا نحتفي بعيد الغدير وننكر على من يريد الاحتفاء به ألا يفعل بدعوى الضلالة! يجب أن ننظر لأمور حياتنا من نافذة واسعة تتقبل الجميع أو ترفض الجميع .. فكما لنا أصدقاء مسيحيون نحتفي معهم بعيد الحب مثلاً ونصرف الغالي لا الرخيص لمشاركتهم فرحتهم .. فعلى الأقلّ لنا أصدقاء مسلمون لهم مذاهبهم وأفكارهم .. وكما نحترم مناسباتهم يجب أن يحترموا مناسبات غيرهم. فلنأخذ مسألة الاحتفاء بعيد الغدير من بوابةٍ حيويةٍ لا علاقة لها بطائفيّةٍ أو مذهبيّة .. حتى نتجاوز عقدة الانتماء للتعصب .. وبؤر الاختلاف الرديء .. وفواجع الدم .. وكوارث الفتن. ويبقى المحك الوحيد هو الاحتفاء بدون عنف .. فكلنا نرفض العنف والإرهاب أياً كان شكلهما وموردهما .. سواء أي عنف من المحتفين أو أيّ عنف من آخرين ضدهم .. ودعونا نتعايش بسلام. إن ماحدث من أعمال عنف مصاحبة لاحتفال عيد الغدير لا تُعبّر إلا عن همجيّة بعض المنضوين تحت سقف الطرفين .. والذين حسب اعتقادي لا علاقة لهم بأيّ أخلاق إنسانيّة .. فاعتماد العنف في حدثٍ فرائحيّ لا تبرير له سوى سعة الأفق والعمل على إذكاء الفتنة الطائفية بكل مساوئها وخبثها الدنيء. لهذا يجب على العقلاء من الطرفين أن تعلو أصواتهم لوقف هذا التشنّج المفروغ من أخلاق الإسلام .. وأن يدفعوا بلغة التسامح والتعايش والقبول بالآخر دون مساومةٍ على مصلحةٍ ذاتيّة لا تعود إلا بالويلات لهذا الوطن الغارق في سخف العداوات. ولن أنسى بهذه المناسبة الغالية على قلوب الكثير (عيد الغدير) أن أتذكّر الإنسان السامق بعطائه (جورج جرداق) وهو المسيحيّ الذي سبق غالبية المسلمين في استخراج كنوز عظمة شخصيّة الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه .. دون أن ينطلق من إثارة فتنة أو استقواء ضدّ أحد .. فاعتبروا يا أولي السياسة الهوجاء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460304367341977&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater