لا شيء يُجهدُ الروح مثل الوجل.. وحين يستعرُ أواره في طرقات الحياة تتكوّم مفازات الرؤى على قطعة ثلجٍ صخريّة لا يتفتت عضدها إلا بعد جهدٍ مرير تُفصحُ عنه الخطوب.. وتتعوّذ من تبعات شروره النفوس.. وينأى القلب به بعيداً عن مواجهة الحقيقة. والأدهى من ذلك أن تتربّص حُمّى الفواجع بالقلوب المختنقة بدخان الأحداث المبهمة.. فهي أنكى من ضجرٍ يداهمكَ وأنتَ على يقينٍ من نزالك لمعمعته وتأويلاته المكفهرّة.. حيث لا جدوى من النكوص والإذعان.. بل هو إثبات الذات إما تكون أو لا تكون. ولأنها الخطوب لا تُفسّرُ ذاتها بقدر ما تتحايل على مفاصل دروبك.. فإنها تخضعُ لمقدّرات روحكَ ودماثة وعيكَ واستدراجكَ لها لساحة الوبال الماحق لتخرج منها بأقلّ الخسائر دون أن تؤجّل مدداً من وجل.. وهمّاً من ويلاتٍ قد تُعجزكَ فلا تستطيع بعدها أن ترفع بصركَ للسماء. إذن عليكَ أن تحتمل أسوأ الاحتمالات بقدر ما تتفاءل.. وتعي حجم مدخرات الحلم من ضجيج الكوابيس المحدقة بفراغك في صدى الحلم.. واستئثاركَ للسلامة العليلة.. طالما والواقع يفرض عليكَ أن تواجهه بحزمٍ وتعاطٍ.. بدلاً من فتورٍ وضربة ضجر لن تقتل سواك. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463289543710126&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater