كانت الأسباب حقيقية لاندلاع ثورات في كافة أقطار الوطن العربي لتشابه الجمهوريات مع الملكيات في انعدام الحريات والاستبداد العائلي وتوجه الجمهوريات نحو التوريث والوقوع الجماعي في شباك التبعية وانعدام المناشط الإنتاجية العربية، الأمر الذي كدس أعداد العاطلين وتفشت الخرافة والجماعات الإرهابية الخارجة من عباءة أجهزة الأمن السلطوية وتغيرت الدساتير لتأبيد الحاكم الذي وصل لدرجة التأله بعد أن وجد أجهزة إعلامية رسمية تضلل العامة وتسبح بحمده ليل نهار فهو صانع الديمقراطية ورائدها والكل يعرف التزوير والنتائج المعدة سلفا، وهو رائد التحديث والكل يعرف القشور العصرية التي صنعها منطق العصر والتغيرات الكونية العالمية وهو وتملأ صوره الشوارع والمناهج المدرسية والقنوات والأسواق والجامعات وبوابات الحمامات العامة والمظاهرات الشكلية وكراسات التلاميذ وبعضهم في العملات، باختصار لقد اختزلت الأوطان العربية على مقاسات الحاكم المؤبد وكان لابد من الانفجار الثوري بعد أن انسدت طرق التغيير وانعدم التداول السلمي للسلطة ونتيجة تشابه الأنظمة العربية في تحالف العسكر والعائلة والمال الطفيلي واحتكار ثروة البلد في منظومة الفساد المدعومة رسميا والمربوطة بخيط العائلة الحاكمة العفوية أخرجت شعب تونس للشوارع ونجاح الثورة الشعبية التونسية شجع شعب مصر لتفجير ثورة أذهلت العالم والثورة المصرية شجعت اليمن وليبيا على تفجير ثورة سلمية في اليمن واقتتال مدعوم بالناتو في ليبيا ودخلت سوريا في خط الثورات العربية التي تم نعتها جميعا بالربيع العربي ثورة تونس طردت الحاكم وجاءت بتحالفات أخرجت السلفيين من العدم لينقضوا على مكتسبات علمانية عريقة ثورة مصر أخرجت الإخوان من ظلمات الحضر إلى نعيم السلطة وخرج السلفيون من كل فج عميق للمطالبة بدولة دينية يدفع القبطي فيها الجزية وهو صاغر، ثورة ليبيا أدخلت الناتو فأفسدت طموح الثورات العربية المرتقبة وألجمت التململ الشعبي في الممالك العربية ونسفت التراكم العلماني الوطني. الثورة اليمنية تفننت في تسميات الجمع و الثورة السلمية السورية غادرت نعومتها وتحولت إلى عنف وعنف مضاد واحتوتها مؤامرة إمبريالية رجعية واضحة حتى للعميان ونجحت الأزمة السورية في فضح الإعلام العالمي وفضح الإعلام ، وأخافت بقية الشعوب في التفكير بحاجة اسمها ثورة الربيع العربي بدأ طبيعيا وتحول إلى مطبخ الرأسمالية الغربية التي وثقت عراها بالحركات الإسلامية لمواصلة تجريب الفوضى الخلاقة على وسط العالم ليبدأ صراع الشرق والغرب بحلقة ثانية تغادر الأيدلوجيات لتبدأ المصالح السؤال الجوهري: متى يبدأ إزهار الربيع العربي؟ وكيف سيدرك الإخوان المسلمون المصلحة العربية الدنيوية في صراع المصالح المحتدم رغم انشغالهم بالآخرة وحوريات الجنة؟ رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=461857463853334&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater