نجاح “باراك حسين أوباما” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية كان متوقعاً.. ليس متوقعاً فقط.. بل وبفارق ملحوظ بينه وبين المرشح الجمهوري “ميت رومني” الذي اعترف بهزيمته أمام أوباما بكل سرور، وبارك لأوباما نجاحه. “أوباما” للحقيقة يملك ناصية الكلام، والقدرة على مخاطبة ناخبيه من الشعب، أو الجمهور الأمريكي الطيب.. وهو ما ميزه عن “رومني” الجمهوري.. مع العلم أن المشكلة ليست نجاح “أوباما” أو هزيمة “رومني” أو العكس نجاح “مت” وهزيمة “ أوباما” لأن السياسة الأمريكية لا ترتبط بالرئيس سواء جاء ممن شعارهم الحمار، أو جاء ممن شعارهم الفيل، لأن السياسة الأمريكية ليست بيد الرئيس.. فالرئيس عبارة عن موظف ينفذ سياسة محددة ومعينة.. تفرضها القوى، أو “اللوبيات” التي تهيمن على الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تعتمد على مؤسسات ،ومعاهد، ومنظمات لتصنع القرار.. فالشركات أو “اللوبيات” وأطماعها في العالم.. هي التي تحدد الأهداف في العالم.. وهناك معاهد، ومؤسسات ، ومنظمات تقوم بصياغة “القرار” لتحقيق تلك الأطماع. حتى على مستوى الداخل الأمريكي فالرئيس أعجز من أن يحقق للمواطن الأمريكي أحلامه في الاستقرار الاجتماعي، وفي التأمين الصحي وفي خفض الضرائب.. فالإنفاق الأمريكي على الحروب الخارجية يتحمل تكاليفها المواطن.. في حين أن عوائد هذه الحروب تقتصر على “الشركات” التي تملكها حفنة قليلة من الشعب لا تتجاوز ال”7%” بينما “93”% من الشعب هو الخاسر، والمعاني.. والادعاء أن الحروب الخارجية لضمان الأمن للمواطن الأمريكي، هو ادعاء باطل.. لأن كل الحروب التي تشعلها الإدارة الأمريكية هي لصالح “الشركات الإمبريالية” وكبار القادة في وزارة الدفاع، والاستخبارات ومكتب التحقيقات.. لأن هذه المؤسسات هي من اللوبيات التي تقود الحروب والمؤامرات.. فتصوروا معي أن نفقات الاستخبارات الأمريكية بعد التخفيض تصل إلى “76”مليار دولار في السنة. إن “الديمقراطي يعني الجزرة” و”الجمهوري يعني العصا” والسياسة الأمريكية واحدة.. الانحياز إلى جانب “العصابات الصهيونية” والعداء والعدوان ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين.. ولن تتغير هذه السياسة إلا في حالة استيعاب العرب أو المسلمين للسياسة الأمريكية، وإعادة صياغة الوجود العربي الإسلامي الموحد، لمواجهة الطغيان العالمي للإدارة الأمريكية...وعدم التعويل على هذا الرئيس ، أو ذاك...والتجربة على مدى أكثر من “60” عاماً تثبت ذلك.. فإلى متى يا أمة العرب والمسلمين تعلقون الآمال على الإدارة الأمريكية؟!! رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462886313750449&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater