بكل صراحة أقول: إن بادرة انعقاد مجالس المدينة من أجل مناقشة مختلف القضايا المتعلقة بالجوار الوطني وقضايا الاقتصاد والسياسة.. وبث ما يدور فيها من حوارات ومناقشات على الهواء مباشرة وعبر مختلف قنوات التلفزة اليمنية.. يعدان بحد ذاتهما ما إشراقة حضارية مستنيرة لسلوك ديمقراطي حقيقي “100 %” ويخلو من الهفوات الدالة على أنه سلوك مزيف ومقلد ومصطنع.. وهذا واقع ايجابي لم ألمسه عن بعد ولكني لامسته عن قرب حيث كنت واحداً من أولئك الشباب الذين حضروا وشاركوا وشاهدوا وقائع مجلس المدينة الثاني والذي عقد مؤخراً في العاصمة صنعاء ونظمه المعهد الديمقراطي الوطني للشئون الدولية وبرعاية اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني .. ولقد خصص المجلس هذه المرة لمناقشة أهم القضايا الاقتصادية الوطنية والتحديات التي لازالت تواجهها اليمن،منها قضايا البطالة والتضخم وغياب الاستثمار وغياب الصناعة السياحية وبعض من القضايا ذات الطابع السياسي.. تكمن أهمية مجالس المدينة بأنها تهدف وبشكل عام إلى إعطاء فرصة شاملة لجميع مكونات المجتمع الأساسية لتبادل الأفكار ووجهات النظر بطريقة حضارية فيما يخص بآلية وقضايا الحوار الوطني والتي يتم مناقشتها من قبل المشاركين والقادمين من مختلف المحافظات اليمنية والاستفادة من أوراق العمل والتي سيقدمها ممثلون عن منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.. إن هذا بالفعل ما شاهدته أنا أثناء مشاركتي في مجلس المدينة الثاني والذي احتوى على مشاهدات كان بعضها خليطاً من الجدية والطرافة ولكني أعجبت كثيراً بذلك المشهد الذي طرح فيه بعض الشباب المشاركين أسئلة جريئة وعتاباً جريئاً جداً لا يخلو من الانتقادات الحادة والقوية لمقدمي أوراق العمل والموكلة إليهم مهمة الاجابة على كل الأسئلة والذين يتقبلون بابتسامة وبصدر رحب .. ومثل هذا السلوك الديمقراطي يندر حدوثه في دهاليز الحرم الديمقراطي الغربي.. وأخيراً هناك بعض الملاحظات التي جمعتها أثناء مشاركتي في فعالية مجلس المدينة الثاني واحتفظت بها في خزانة ذاكرتي .. أتمنى من الإخوة القائمين على تنظيم انعقاد مجالس المدينة أخذها بعين الاعتبار، ومن أهمها الملاحظات التالية: وجوب مساواة نصاب الأسئلة المطروحة من قبل المشاركين والوافدين من مختلف المحافظات اليمنية،فمثلاً وجدت أن المشاركين من محافظة تعز لم ينالوا فرصة كافية لطرح جميع أسئلتهم فكان نصابهم من الأسئلة لا يتعدى الثلاثة فقط.. منح مقدمي أوراق العمل مساحة كافية من الوقت لقراءة أوراقهم وشرح فحواها بشكل مفصل وشامل ويكون المثل في الفقرة المخصصة للإجابة على أسئلة المشاركين .. فحصر مقدمي الأوراق بوقت زمني قصير يربكهم ويفقدهم القدرة على ايصال المعلومة كاملة ومفهومة إلى أذهان المشاركين.. ضرورة استضافة قيادات مسئولة ووزارية في المجالس التي ستعقد لاحقاً وليس من الحكمة اسقاطها عن لائحة المشاركة.. خاصة وأنها هي من تشكل ملامح وسمات ما يسمى بصلصال “ صنع القرار”.. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465968113442269&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater