تمر الأوقات مسرعة، والساعات متلاحقة، وعقارب الساعة لاتنتظر أحداً، وتنطوي الأيام والشهور، وتمضي الأعوام تلو الأعوام. بالأمس القريب كنا نحتفل بحلول العام الهجري1433ه، وهانحن اليوم وقد مر علينا عاماً كاملاً بأحداثه المتنوعة، وخيره وشره، وحلوه ومره. إنقضى عام كامل يحمل معه أعمالنا وأفعالنا، حسناتنا وسيئاتنا، وكل ما قدمناه خلال 360 يوماً وأثناء الساعات والدقائق والثواني. إنقضى عام 1433ه ولن يعود مجدداً، وسيبقى محطة للذكرى، وأيام للتذكار. نستعجل الأعوام للتقدم بالعمر، ولا نعلم بنقصان أعمارنا وإنقضائها، وحياتنا هكذا. الطفل: نفسي أكبر، الشاب: أريد أن أعود طفلاً وأنسى همومي، الشايب: ألا ليت الزمان يعود يوماً، العازب: أريد أن أتزوج، المتزوج:آه على أيام العزوبية، العقيم: آه لو كان معي طفل واحد فقط، من له أولاد: لو كنت بدون أولاد كان أفضل وأحسن، الغني: خذُ الأموال وأعطوني الراحة النفسية، الفقير:لو كنت غني لعملت المعجزات. إلى متى سنظل نعيش حياتنا بغير قناعة وبدون رضى، وغير منضمين ومرتبين في حياتنا وأوقاتنا. إنقضى عام 1433ه وذهب معه عاماً من أعمارنا، وإنقضت 360يوماً من حياتنا، وأقبل عام جديد يحمل الكثير من المفاجأت والأحداث، ولا ندري لعله خاتمة أعمارنا. لنجعل من عام 1434ه عاماً للتغيير الإيجابي ونقطة التحول والانطلاق للأفضل، ونجعل هدفنا بالحياة وفي المجال العملي والدنيوي طويل المدى ويمتد إلى عدة عقود، ونبدأ بالسير في هدفنا ونحن موقنين بالاستمرار والوصول إلى الهدف المنشود. والجانب الآخر أن نجعل هدفنا الديني قصير المدى ولاننظر إلى الغد، وذلك لنتمكن من أداء أعمالنا الدينية ومضاعفتها وتقديمها على أكمل وجه، فلعلها الأخيرة. ( وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وأعمل لآخرتك كانك تموت غدا) وبهذا نستطيع أن ننظم حياتنا ونقدم نجاحاً في كلا الجانبين، ونكسب حياة الدنيا والآخرة. ولابد أن نعيش كل يوم في حياتنا كأفضل يوم، ونستمتع في كل لحظة، ونقدم فيه أفضل ما نملك، فنحن من يجعل من الأيام مهمة، ونخلد فيها أحداثاً ومنجزات عظيمة، وليست الأيام من تجعل منا شخصيات وأبطالاً، وتخلد أسماءنا في التاريخ. وليكن العام الجديد محطة لحياتنا الجديدة، ونقطة تحول لمستقبلنا القادم، ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه خير الدنيا والآخرة.