دخل الحوثيون ساحة تعز في وقت متأخر، وخرجوا منها بأسرع مما كان متوقعاً..هذا ما يردده شباب الثورة بتعز الذين ما كانوا قد صدقوا بأن الساحة تخلصت أخيراً من مشروع الفوضى, واستعادت بسمتها وألقها بعد شهور من تمعر وجهها الأبيض بفعل ممارسات سوداء, وأعمال فوضوية مائعة نزعت عنها سمة الوقار الثوري. في أواخر رمضان الماضي نصبت أولى خيام الحوثيين في ساحة الحرية بتعز، دون أن يعلم أحد دواعي الحوثيين لدخول الساحة خصوصاً وقد مر عام ونصف العام على انطلاق الثورة التي كانت إلى ذلك الوقت قد قطعت شوطاً كبيراً في مسارها التغييري, وحققت إنجازات مهمة على صعيد تحقيق المطالب العاجلة للشباب. ومن أول يوم “ساحة” بدأ شباب الثورة يشكون سلوكيات الضيوف الجدد؛ فقد شرع الحوثيون في ارتكاب حماقات متتالية, وممارسات مائعة عكست حقيقة مراميهم من المجيء للساحة والاعتصام فيها.. وللأمانة لم يسجل الحوثيون أي وجود أو مشاركة في أية فعالية من فعاليات الثورة.. فقط مزمجرين داخل خيامهم (يخزنون), ويحيكون الدسائس والمؤامرات ضد شباب الثورة، ويخربون كافة المساعي الرامية لترميم التشققات التي أصابت الداخل الثوري, وكبحت جماح انطلاقة الفعل الثوري لأكثر من خمسة أشهر. خاض الحوثيون نحو سبع مواجهات مع شباب الثورة داخل الساحة, وقعت خلالها مئات الإصابات في صفوف الشباب, وفي الغالب يحدث أن يتفاجأ الشباب بالعصي والهراوات وأشكال مختلفة من الأسلحة البيضاء تحن فوق رؤوسهم.. دون أن يفهموا تماماً أسباب إقدام الحوثيين على ارتكاب هذه الممارسات الساقطة، والتي لم تعهدها ساحة الحرية قبل قدوم ما تسمى “بحركة شباب العز” الموالية لجماعة الحوثي. في ليلة الخميس الماضي كان الحوثيون يرتكبون آخر حماقاتهم في الساحة، لكن بالطبع دون استشعار منهم بأنها الأخيرة, فقط كان لديهم رغبة في إطفاء شهوة الأحقاد التي تعصف بقلوبهم تجاه الثوار كما هي العادة، فذهب بعض منهم لتمرين أكتافهم فوق ظهر الثائر منصور السامعي.. لقد ضربوه ضرباً مبرحاً, أشبعوه رفساً وطعناً بالسواطير، ليسقط الأرض مضرجاً بدمه الحار, وهو ما استفز ثوار سامع الذين فزعوا من كل شارع وحي لنجدة “صاحب البلاد” والاقتصاص لدمه المهدور، لتنتهي المواجهة بطرد الحوثيين, وجرف مخيماتهم من داخل الساحة!. بالأمس وأثناء فعالية الجمعة التقيت بعض شباب ساحة الحرية.. لقد بدا عليهم الارتياح البالغ لنتيجة ما جرى, وقال لي أحدهم بالحرف الواحد: فعلوها أصحاب سامع, طهروا ساحتنا من الفوضويين بعد شهور مريرة قيدت فيها رغبتنا بتطهير الساحة بسلاسل”وحدة الصف”.. و”اللحمة الثورية الزائفة”؟! يبدو أنه لم يكن ثمة من خيار أمام الحوثيين سوى مغادرة ساحة الحرية؛ إذ لا شيء يبرر بقاءهم فيها، على اعتبا ر أنهم لا يشاركون الثوار فعالياتهم, وأنشطتهم.. وليس ثمة غاية لهم من الاعتصام سوى تأجيج الصراعات, وإشعال الفتن, وارتكاب الحماقات التي لا تخدم سوى النظام القديم, فضلاً عن كونها أضحت محل شماتة واستنكار مختلف المكونات الثورية في عموم البلاد. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467936263245454&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater