غريزة الحب في الإنسان.. بركان ثائر.. قد يخبو هنيهات.. لكنه لا يهدأ.. يتململ منتفضاً، كلما ارتعشت الجوارح أو تأثرت الأحاسيس.. بنسمة عابرة.. أو نظرة خاطفة.. أو همسة خافتة.. أو لمسة دافئة..! ومثلما (البركان) يسكن باطن الأرض.. كذلك الحب في أغوار النفس..! الوطن وحده سيد المشاعر والأحاسيس.. يحتوي الإنسان - رجل أو امرأة - ويصهره ويكتشفه حتماً..! الوطن، لمواطنه، محور الكون كله.. هو السماء تتعلق به العيون الحالمة.. والمعبود في الأرض ينصاع لطاعته بطوع الإرادة، وبكل العزة والكبرياء والحب..! اسمها، مثل أحاسيسها ومشاعرها النابضة بروح متجددة.. تتدفق بعذوبة، وبلانهاية، كأنها لا تنضب أبداً..أبداً..! وحروف اسمها قناديل حب وشوق مضيئة.. في ثناياها معاني جميلة صافية..! تتفجر من أعماقها كلمات كبيرة بحجم الوطن.. ومفردات ساحرة حية.. كأنها روح الحياة.. لا.. بل حياة الروح..! يخفق القلب مع نغمات كلماتها.. وتصدح موسيقى هادئة منعشة، تنقلك إلى عوالم غامضة.. تغوص معها وتبحر.. وتضعك أمام اكتشاف أسرار من نوع عجيب، ولكنه حبيب أشد التصاقاً بشغاف القلب..! هي أسرار.. ينابيع، كأنما لو أنها تروي عروقك بماء الحياة.. وروح الحياة.. ونور الحياة..! أحب القراءة، ولكن إذا مللت أفضّل الصمت، وأحياناً أفضّل الحديث مع نفسي، ربما بشيء من الأنانية، لكن الغالب هو شيء من القناعة بأن ما حولي في الواقع لا يستحق الاهتمام..! هذه المرة اختلف الحال معي تماماً.. وقعت يدي على كتيب صغير الحجم لمجموعة من القصائد الشعرية، ومن أول مقطع في أول قصيدة، استرسلت.. لا.. بل غرقت في بحر من سلسبيل المعاني الرقيقة، وعيناي متعلقتان بكل كلمة ومفردة.. مشاعري تحلق معها بين ضفتي السطور.. تتنقل من كلمة إلى كلمة.. ومقطع، مقطع.. قصيدة قصيدة..! كلها بريق من الأحاسيس والمشاعر الجياشة.. مثلها لا تقال في كلمات مرصوصة لمجرد بناء قصيدة.. بل هي ناطقة بروح تتنفس حياة، تحس أنك تعيشها. بما فيها من معاناة وشوق وألم وصبابة..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468276249878122&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater