تسمّرت ساعات وبين يدي (الكتيب) وكلمات تنبض سحراً خاطفاً آسراً..! حدّقت في اسمها.. ثم ابتسمت.. - لم يكن الذي شدني الى هذه القصائد تناسق مفرداتها او تكامل عناصر الوزن والسجع والقافية.. لا.. ابداً.. ثمة شيء اكبر وأعمق من هذا بكثير، له مفعول السحر. مزيج من الاحاسيس والمشاعر الدافئة.. وملامح وجه انثوي يشع تألقاً.. يزاحم الكلمات ويطل رانياً من وراء السطور، ليضفي عليها مسحة آسرة..! وكأنه صفحة ناصعة البياض، موشاة بجمال الكلمات والمعاني.. تتراقص كالوميض على وجنتيها وترسم صورة بديعة لوجه ملائكي..! كلمات ومعانٍ تكشف سره وسحره.. يعانق الناظر اليه، وتعانقة العيون المحدقة.. لا فكاك.. يبحران معاً في عوالم عميقة، ويتوحدان جسدين في روح واحدة..! - هي من فئة الشاعرات، سمعت عنهن كثيراً، ولم التقِ بهن قط..! تدخل قلبك كالسهم من اولى الكلمات والابيات.. تشدك بقوة كأنها تخاطبك، وكأنك تسمعها.. تخاطب ما بداخلك، وتداعب خواطرك.. والعجيب أنك تفهمها بيسر ومتعة ومذاق فريد.. أما الأكثر عجباً استجابتك بفرح كطفل يحاكي حلمه الوردي..! - أتمعن في المعاني والمفردات.. تتحدث عن معاناة الغربة.. والفراق، الشوق، ثم الحب والوفاء وشجون أخرى تجد نفسها فيها.. وأخرى تتوارى في غياهبها..! وبين هذه وتلك تحاكم ذاتها.. وتحاكم الآخرين.. وتحاكم الظروف. - أتابع القراءة في رحلة مع شاعرة .. ومشاعر تتزاوج بانسيابية وألفة .. وثمة خواطر تتوارد في ذهني عن الغربة والمغتربين: ما الذي يبحث عنه المغترب أكثر من تحسين المعيشة والنجاح في عمله وجمع المال والثروة..؟! تنهدت بحرقة أمام المعاني والكلمات التي تبحث عن الحرية والوفاء المتبادل وتنشد الحب المتكافئ.. وتعلن قوة التمسك بالعهد مهما كانت المعاناة..! اقتنعت أن الشاعرة، إنسانة نادرة.. الإخلاص والامانة والوفاء عندها قيم وثوابت لاتتزحزح. حياتها نقاء وصفاء ووضوح.. بالضبط مثلما هي كلمات ومعاني شعرها، المنثورة درراً في الصفحات، مثل نجوم في صفحة الفضاء المخملية بالغة الصفاء والنقاء..! صحوت من رحلتي مع الشاعرة ومشاعرها، وحدثت نفسي متسائلاً: ماذا لو أنني أمتلك ثروة طائلة، ومالاً وفيراً .. هل أتفرغ لقراءة مجموعة القصائد هذه الآتية من أرض الاغتراب والغربة، وهل ستجتذبني على هذا النحو، وتترك أثراً بالغاً في نفسي كحالتي الآن..؟! وهل سأكتب تحت خدر تأثيرها وأثرها ..! ربما لا أقرأ.. ولا أكتب..! والأرجح أنني.. لا أحب..! رابط المقال على الفيس بوك