(1) عندما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي قصيدته المشهورة «إرادة الحياة» بمطلعها الثوري: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر قال فقهاؤنا هذا كفر! دون أن يتبادر إلى أذهانهم أن إرادة الشعوب هي من إرادة الله سبحانه وتعالى، فهو وحده الملهم لهذه الشعوب لتصنع إرادتها فالأمر منه أولاً، لذا فاستجابة القدر لهذه الإرادة لا تخرج عن سنة الله الكونية. (2) الشعوب أو الجماهير هي الأساس الباعث لكل سلطة يقول الزعيم الخالد جمال عبدالناصر: «إن الجماهير هي القوة الحقيقية، والسلطة بغير الجماهير هي مجرد تسلط معادٍ لجوهر الحقيقة». (3) ما يجري هذه الأيام في مصر من شد وجذب حول الإعلان الدستوري الأخير للرئيس المصري د. محمد مرسي أمر طبيعي في ظل انفتاح باب الديمقراطية والحرية على مصراعيه، وبرغم المداد الذي سال والأثير الذي حمل عشرات المقابلات على الفضائيات للآراء المتباينة حول ذلك الإعلان ما بين مؤيد ومناهض.. أقول: الحكم للشعب في الأخير، وهو منْ سيقرر ولا أحد غيره، وشعب مصر لا خوف عليه، فهو شعب عظيم، وسينتصر في النهاية لإرادته فلا تقلقوا. (4) نتذكر إرادة الشعوب ونحن نحتفل بالذكرى ال45 لجلاء المستعمر البريطاني عن الأرض اليمنية في عام 1967م، فما صنع ذلك اليوم الأغر إلا إرادة شعب فرض حكمه على مستعمره بعد مسيرة استمرت أكثر من 130 عاماً، لكن في الختام أسدل الشعب الستار لما شاءت إرادته لا إرادة مستعمره. (5) فلسطين اليوم أصبحت دولة ذات عضوية – ولو منقوصة – في الأممالمتحدة حلم راود الفلسطينيون لعقود، فكلنا يتذكر أن الرئيس الراحل ياسر عرفات تقدم بهذا الطلب في عام 1974م، لكنه رُفض، لكن اليوم تم قبوله. إنها خطوة على طريق الاستقلال التام إن شاء الله. هكذا دوماً إرادة الشعوب الحرة تظل على أمل، ولو كان هذا الأمل بعيداً لأن القضية العادلة تظل عادلة، ولا تسقط عدالتها بالتقادم.. والشعوب لا تموت إلا إذا ماتت إرادتها. (6) أخيراً يقول الشاعر أحمد مطر : صحوة الطاغوت خمرٌ والهتافات حشيشْ آه لو ألقى على التاريخ نظرهْ آه لو حاول أن يدرك سرَّهْ لرأى أن الجماهير رياحٌ وعروش الظلم ريشْ ولألفى كلَّ فصل ٍ دمويٍّ ينتهي دوماً بفقرهْ يسقط الحاكمُ والشعبُ يعيشْ. رابط المقال على الفيس بوك