أفضل السيناريوهات احتمالاً وأكثرها تفاؤلاً هو ذلك المتعلق بقبول كافة الأطراف للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، على قاعدة حسن النية وتقدير ما تم إنجازه حتى الآن ، والحرص على مبدأ الشراكة الوطنية في تعزيز فرص المستقبل. وبالمقابل هنالك من يرى بعض الأولويات ، وخاصة المطالبة بتغيير قيادات عسكرية بذاتها ، كما لو أن هذه التغييرات تضمن المعنى الكامل لإعادة الهيكلة للجيش والأمن ، وفي تقديري الشخصي أن إعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسات العسكرية الأمنية مشروع عمل بعيد المدى ، ويتطلب رؤية واضحة، وتدابير متدرجة، دونما تفريط بالهدف الأساسي الرائي لجيش ومؤسسة عسكرية وأمنية وطنية تجسد معنى المشاركة، وتخضع للقرار السياسي ، ويكون ولاؤها الحاسم لذلك القرار ، مع استيعاب ضمني للإجراءات الجزئية على درب الهدف . والسيناريو الثالث الافتراضي يتعلق ببعض القوى الخفائية القابعة في دياجيرالظلام ، وهؤلاء سيسعون بكل السبل لإفشال الحوار وخلط الأوراق ، لأنهم لا يستطيعون التنفس في المياه النقية الصافية ، مثلهم مثل أسماك المستنقعات الآسنة التي تموت حال خروجها من تلك البيئة المترعة بالوساخات والروائح الكريهة. هؤلاء حفنة من الناس تدثروا على مدى عقود من الظلم والظلام بأردية الدولة ونياشينها ، وهم أبعد ما يكونون عنها ، وما زالوا ينتشرون هنا وهناك ، مراهنين على مواهبهم غير الخلاقة ، وما نهبوه من أموال عامة ، وما يكتنزون من احتياطات سلاح مجرد، ومجاميع من ضحايا الجهل، المغلوبين على أمرهم، حد التماهي مع جلاديهم . لكن هذا السيناريو الأخير أتوقع له الفشل الذريع ، فهؤلاء بالذات لم يتمكنوا من حرف الانتفاضة الشعبية السلمية عن مسارها، ولم يتمكنوا تباعاً من تسويق سلسلة الأعمال التخريبية التي تراجعت أمام صبر الصابرين وإرادة الرائين للمستقبل . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك