ما إن تم الإعلان عن نسب تمثيل الأحزاب والقوى السياسية والمكونات والشرائح الوطنية والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني حتى كثر الأخذ والرد حول هذه النسب، فهناك من ذهب إلى أن النسبة التي حصلوا عليها فيها تقليل لحجمهم وقاعدتهم الجماهيرية ويقارنون ذلك بأحزاب ومكونات أخرى، وهناك من اشتكى من التهميش سواء من خلال ادعاء التمثيل البسيط جداً أو التجاهل التام، وهناك من اقترح إضافة مكونات وشرائح جديدة يتم تمثيلها في المؤتمر، وكل ذلك يندرج في إطار سياسية التحالفات التي تقوم بها القوى السياسية الكبرى في الساحة المحلية في محاولة منها السيطرة على القرار داخل جلسات مؤتمر الحوار الوطني والتي قد تمكنها من تمرير أجندة خاصة بها في الغالب ما تكون على حساب المصلحة الوطنية. اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني أغلقت الباب أمام كافة القوى والمكونات السياسية والوطنية التي تطالب بالزيادة والإضافة في نسبة تمثيلها في المؤتمر وأعلنت اعتماد النسب التي تم الإعلان عنها دون أي زيادة أو نقصان بهدف الانتقال نحو الخطوة الثانية والمتمثلة في مطالبة القوى السياسية والمكونات الوطنية الممثلة في مؤتمر الحوار بسرعة إرسال قوائم الشخصيات التي ستشارك في جلسات الحوار الوطني واعتقد بأن هذه الخطوة هي من يجب علينا التوقف عندها كثيراً فالمواطن اليمني الذي يدين بالولاء لله ومن ثم للوطن ويغلب المصلحة الوطنية على ما دونها من المصالح لا يهمه على الإطلاق نسبة التمثيل في المؤتمر الوطني للحوار التي حصل عليها هذا الحزب أو ذاك أو هذا الطرف أو ذاك بقدر ما يهمه إلى أي مدى ستسهم هذه الأحزاب عبر ممثليها في المؤتمر في تجاوز التباينات والإرهاصات وتغليب مصلحة الوطن والعمل على إنجاح الحوار والخروج برؤية إصلاح وطنية تضع النقاط على الحروف وتضع نهاية الأوضاع القائمة وتضع اللبنات الرئيسية للانتقال نحو اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة والمتطورة التي نحلم بها جميعاً لانريد أن يتحول مؤتمر الحوار الوطني إلى ساحة المواجهات والمناكفات والصراعات السياسية والطائفية والمناطقية والمذهبية وتصفية الحسابات الشخصية نريد أن يكون هذا المؤتمر اسماً على مسمى مؤتمراً للحوار الوطني بمعنى أن يسخر من أجل مناقشة كافة القضايا الوطنية وتدارسها وإحاطتها بالرؤى والمقترحات الهامة التي تسهم في معالجة وإصلاح الشائك والمتأزم منها وفق رؤية وطنية قائمة على التوافق الوطني، نريد نقاشات تفضي إلى حلول ناجعة ولا نريد نقاشات تفضي إلى صراعات وجدل عقيم يزيد الطين بلة فلا قيمة ولا معنى للحوار المرتقب إذا لم يكن على أسس وطنية وإذا لم تصب القضايا والموضوعات المدرجة على جدول أعماله في خدمة الوطن والمواطن على حد سواء وإذا لم تكن الرغبة لدى الأطراف المشاركة في الحوار منصبة على الخروج بالوطن من الأزمات الراهنة وإكمال مسار التسوية السياسية القائمة على التوافق والحوار وإغلاق ملفات الماضي وفتح صفحة جديدة تدشن بها أولى خطوات بناء اليمن الجديد، يمن العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية. ومن هنا فإن الأطراف المشاركة في الحوار الوطني مطالبة بأن تعمل على حسن اختيار العناصر التي ستمثلها في أعمال المؤتمر والتي يجب أن تتوفر فيها معايير وطنية هامة وضرورية وفي مقدمتها المرونة وسعة الصدر والقبول بالآخر والابتعاد عن تضخيم الذات والحرص على تقديم مصلحة الوطن على مصلحة الجهات التي يمثلونها والرغبة الصادقة في تجاوز كل الصعاب والعراقيل التي قد تعترض مسار مؤتمر الحوار الوطني ومن ذلك تقديم التنازلات من أجل المصلحة الوطنية والابتعاد عن إثارة القضايا والمواضيع غير المجدية والتي قد تهدد الحوار الوطني بالتعثر. إن حسن اختيار العناصر المشاركة في الحوار الوطني سيوفر على اللجنة الفنية للحوار الكثير من الوقت والجهد وحتى المال، فكلما كان الاختيار لهذه العناصر يعتمد بدرجة أساسية على معيار الاختيار النوعي الذي تتوفر فيه الصفات السالفة الذكر، كان التوصل إلى نقاط اتفاق بين المشاركين سريعاً ومثمراً على الرغم من انتماءاتهم الحزبية والسياسية والفكرية والمذهبية المختلفة وستكون هذه الأطراف الممثلة في مؤتمر الحوار أمام اختبار شعبي صعب بشأن هوية من يمثلها في الحوار ومدى مراعاتها عند الاختيار على أن تكون هذه العناصر خالية من الشخصيات المعقدة والتي دائماً ما تميل نحو صناعة الأزمات وتسميم الأجواء الوطنية بمشاريع واطروحات فجة تزيد من حدة الاحتقان السياسي في البلاد وتدفع بالأوضاع نحو الانفجار. هناك كوادر وطنية عديدة يمكن الاستفادة منها في مؤتمر الحوار ويجب أن يحرص كل الأطراف على تضمينها قوائم المشاركين التابعين لها باعتبار ذلك أحد العوامل التي ستضاعف من فرص نجاح الحوار وتحقيقه للأهداف المنشودة منه على مختلف الاتجاهات والأصعدة نظراً لما تمتلكه هذه الكوادر من خبرة وكفاءة ورؤية ثاقبة قادرة على أن تجعل من الحوار الوطني منطلقاً نحو التعبير الشامل في مسار النظام السياسي والاتجاه نحو بناء يمن المستقبل وهذا ما نأمله ونتوخاه من مؤتمر الحوار الوطني.. وإلى الملتقى ..دمتم سالمين [email protected] رابط المقال على الفيس بوك