من سوء حظي أنني لم أتعرف بصفة شخصية على الشاعر والفنان الشامل لطفي أمان ، ربما لأنه رحل مبكراً جداً، فيما بقي بعض مجايليه الذين منهم عرفت مثابة لطفي وقيمته الفنية والأدبية والثقافية ، وقد لاحظت إجماعاً شاملاً عليه ، وهو أمر نادر المثال في الشهادات التي يقدمها الأصدقاء والزملاء تجاه رفيق لهم على درب الإبداع، إلا إذا كان صاعق التميز والفرادة ، وهكذا كان لطفي . ومن لطائف ما سمعت عنه ما قاله لي الفنان الكبير محمد مرشد ناجي والذي قدم فيضاً من صورة شعبية عدنية صرفة عن لطفي، الذي كان رومانسياً مقيماً في الثقافة العالمة ، بنفس القدر الذي ينبري فيه بوصفه عدنياً صميماً في مواقفه الشعبية الكثيرة. وإلى ذلك كان للمرحوم الشاعر القرشي عبد الرحيم سلام إضافة نوعية إلى ماكنت أعرفه عن لطفي ، فعن طريق الشاعر القرشي عرفت نظرات لطفي النقدية التي كان ينشرها في الأعداد المبكرة لمجلة ( الحكمة ) ، وقد استرعى انتباهي رؤاه الحداثية المتقدمة ، حتى أنني أزعم أن فصلاً هاماً في إبداعات لطفي الشعرية والفنية غاب بغيابه المبكر عنا. وفي مناسبة ثالثة فاجأني الصديق الشاعر شوقي شفيق بعدد من الرسوم (الموتيفات) بالأبيض والأسود ، وبورتريت لفتاة بالألوان المائية، وبعض الدراسات الفنية الكلاسيكية، فوقفت مشدوهاً . ذلك أنني وجدت أمامي فناناً تشكيلياً بامتياز ، ولا أستطيع في هذه العجالة بسط الحديث حول هذا الجانب الهام في ثقافة لطفي ، وأخيراً وليس آخر عرفت لطفي الراكز في الثقافة الموسيقية من خلال أعماله الفنية الخالدة ، وخاصة تلك التي تغنى بها الفنان الراحل أحمد قاسم . وبهذه المناسبة لا أنسى الإشارة إلى فن النص الغنائي الرفيع عند لطفي ، سواء المكتوب منه بالفصحى، أو باللهجة العدنية ، كما استكمل هذه الشوارد بمثابته الإعلامية، لغوياً فذاً ، وصوتاً رخيماً ، ومعداً، ومسرحياً مونودرامياً، يجيد تقليد الأصوات ، وهي من الملامح الهامة في موسوعية لطفي ومواهبه الفذة التي سمعتها من الصديق الشاعر رعد أمان الذي أطلق مؤخراً موقع ( أمانيات عدن )، تيمناً بلطفي وتخليداً لذكراه العطرة. كل ملمح من تلك الملامح بحاجة إلى وقفة تحليلية استسبارية سنأتي عليها لاحقاً وتباعاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك