الفساد صار كالوباء الذي ينتشر على مساحات واسعة لكنه أخطر من الأوبئة الفيروسية ،لأن فيروس الفساد هو “الإنسان”.. فالفساد اكتسح العالم ،فالدول الكبرى أو الأولى أو الأقوى اقتصادياً وعسكرياً قد طالها الفساد وبقوة كالولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، ودول أوروبا الرأسمالية حتى المؤسسات الدولية مثل هيئة الأممالمتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد، وغيرها من المؤسسات الدولية فما بالنا بالدول النامية ومنها بلداننا العربية الإسلامية ومنها اليمن.. لقد طغى الفساد على العالم وما ابتداع يوم عالمي للفساد «مكافحة الفساد» إلا تظاهرة سنوية عالمية تستنكر فيها الشعوب الفساد وتشجبه وتطالب باجتثاثه.. كما حدث في مسيرة يمنية في صنعاء إلى مقر اللجنة العليا لمكافحة الفساد يوم 9/ 12/ 2012م ليقف أمامها رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد يندد معهم بالفساد ويطالب بالتعاون وتظافر الجهود للحرب ضد الفساد مؤكداً أن آليات مكافحة الفساد لا يمكن أن تنجح في مهامها في هذا الشأن مالم يتعاون المواطنون وذلك يتطلب نشاطاً كبيراً في تثقيف المواطن وتوعيته ضد الفساد وفي كل هذا تنصل وتبرير للفشل في مكافحة الفساد ،لأن الفاسدين ممن لا يمكن أن تطالهم اللجنة العليا لمكافحة الفساد، وعجز الدولة عن ذلك.. مبررة عجزها كبقية الأنظمة في العالم النامي أن الفساد “عالمي”!!! على أي حال الفساد صحيح عالمي ، لكن لا يعني ذلك مبرراً أو شماعة نعلق عليها تساهلنا وفشلنا ، لقد سمعنا كثيراً عن فساد في المؤسسات الأمريكية للدولة، وأول ذلك الفساد هو الفساد السياسي ممثلاً بالسياسات الأمريكية تجاه العالم وهي سياسات لا تخدم الشعب الأمريكي وأمنه الاقتصادي والحياتي والاجتماعي بقدر ما تخدم الشركات الإمبريالية في الولاياتالمتحدة وهكذا في بقية العالم الرأسمالي “الحكومات موظفة لدى الشركات الإمبريالية”.. وتنفق الإدارة الأمريكية مئات المليارات لتنفيذ السياسات الخارجية العدائية للشعوب، بدلاً من إنفاقها في رفع مستوى الشعب الأمريكي معيشياً وتأمينه صحياً، وتحسين ظروفه المعيشية، وفي استثمارات تعالج من خلالها البطالة التي تتزايد سنوياً. الخلاصة أننا في هذه المرحلة نعيش مرحلة “الهبر الكبير” ومن فاته الفساد سابقاً.. ضاعف فساده ليعوض ما فاته في سنينه الماضية.. فالفساد تعاظم مالياً، وإدارياً، وسياسياً، وقانونياً ! الفساد عام وشامل. رابط المقال على الفيس بوك