تحل ذكرى خروج مئات من شباب الثورة 11 فبراير بمسيرة سلمية راجلة من ساحة الحرية في تعز في تصعيد ثوري غير مسبوق دفع بالآلاف من شباب الثورة على امتداد خط السير من تعز إلى صنعاء للمشاركة في رحلة الحياة مشياً على الأقدام، رافعين شعارات الحياة وهتافات النصر لحلم الثورة المغدور في “خزيمة” يقال لها عاصمة. ما إن وصلت “الحياة” إلى مشارف العاصمة، هب ملايين اليمنيين لاستقبال رسل الحياة القادمين على صهوات أقدامهم الطاهرة من أولى ساحات الثورة “ساحة الحرية” ومن معهم من المنضمين إلى طوفان المسيرة التأريخية الذين استجابوا لنداء الحياة منذ انطلاق مسيرتها الراجلة من قلب الثورة في ال20 من ديسمبر 2011، ولن تتوقف مسيرة الحياة في أذهاننا والثورة مستمرة الى أن يُعلن شباب الثورة: انتصار الثورة. حتماً تنتصر الثورة ويستجيب القدر حين يريد الشعب الحياة، وتفشل قوات القتل وبلاطجة الإجرام من قتل أحلام مسيرة الحياة في البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء، انتصرت إرادة الشعب في مسيرة حياة راجلة غير مسبوقة بعدد المشاركين فيها ومعانيها الحضارية، مبطلة آخر محاولات اختبار القوة في مواجهة الشعب وسلمية شباب الثورة الذين أصابتهم مسيرة الحياة بمقتل برصاصة الصدى الحضاري والإنساني لمسيرة ثورية، ستتوج بإلقاء زعيم عصابة الحكم وكافة أركان حكمه إلى مزبلة التاريخ طال الزمان أو قصر. يعد شباب الثورة لإحياء الذكرى الأولى لمسيرة الحياة التاريخية التي قدم من خلالها شباب الثورة ألف رسالة إصرار وتحدٍ سلمي لأعداء الحياة، خلافاً لتوقعات الكثيرين يومها. استطاع الثوار إدهاش الداخل والخارج بمسيرة راجلة كسرت حواجز الخوف واليأس والكسل في نفوس الناس، والأعظم من ذلك، إثبات المشاركين بمسيرة الحياة إرادة الشعب خارج كواليس السياسية، وتأكيد سلمي غير مسبوق على وجود شباب الثورة كقوة رئيسة لا يمكن تجاوزها في واقع اليمن الحديث. نعم، لم يخرج رسل مسيرة الحياة ومن لحق بهم من أبناء اليمن إلى النزهة أو لتخفيف الوزن بالمشي على الأقدام، لكنها كانت مسيرة غير مسبوقة في العالم العربي ، خرج بها شباب ثورة 11 فبراير لاستعادة الثورة السلمية من تابوت التسوية السياسية، وقبل ذلك إنقاذ الثورة من أعداء الدولة المدنية وتحرير البلد من مغتصبي الحكم والحلم، ومُعسكري الحياة، ومدمري الأمن والاستقرار في ريفها والحضر. ولأن مسيرة الحياة كانت ولازالت الرسالة الثورية الكبرى لإرادة شعب بالحياة، والتأكيد السلمي الأرقى والأنقى على صلابة وعظمة إرادة شباب الثورة السلمية، يجدد شباب الثورة في ذكراها الأولى للشهداء ولدعاة الحياة في اليمن والعالم على مواصلة امتحانات الثورة عبر تكثيف جهودنا السلمية من أجل تحقيق أهداف ثورتنا السلمية التي بدأنها بإزاحة رأس النظام من الكراسي، كبداية يتبعها مراحل من العمل الثوري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة السلمية. من خلال إحياء الذكرى الأولى لمسيرة الحياة عبر مشاركتنا الفاعلة بمختلف الفعاليات والمسيرات السلمية التي يتم الإعداد لها من قبل قوى الثورة السلمية احتفاء بمناسبة ذكرى ميلاد الحياة في البلد، لتفهم وتدرك قوى الداخل والخارج على جور تسويتهم بحقنا وأحلام شعبنا التي ستتحقق بفعل استمرار الفعل الثوري السلمي لشبابه حتى تحقيق أهداف ثورتنا السلمية، رغم كثرة التحديات التي تواجه استمرار الفعل الثوري، ونثق بأنها ذكرى هامة لتجسيد وحدة الجسد الثوري لدحض أباطيل وحملات الثورة المضادة التي تبث سموم التفكك بيننا. ومن المصادفات الجميلة، تتزامن ذكرى مسيرة الحياة على بعد أيام من تدشين مؤتمر الحوار الوطني في مرحلة انتقالية ثانية بالغة الحساسية والتعقيدات نتاجاً للتسوية. لهذا باستطاعة شباب الثورة إيصال رسالة الحياة إلى “مأتم الحوار” بطريقة حضارية، وبذلك يجدد شباب الثورة العهد للشهداء والوفاء لأحلامهم من خلال العمل على استعادة البلد وثروات ومؤسسات الدولة من يد اللصوص والقتلة بشكل نهائي، وفي مقدمتها مؤسستا الأمن والجيش المغتصبة من عصابة الحكم “السنحاني” الذي ثار الشعب ضد بربريتهم وجور تسلطهم بالشعب وهول فضائح نهب مقدرات وثروات البلد وفظاعات جرائمهم وقتلهم لأحلام الناس بالحياة والحرية والكرامة طيلة ثلاثة عقود من الزمن الجمهوري. رابط المقال على الفيس بوك