دعونا هذه المرة نبعد قليلاً عن زوايا السياسية وتعبها لنقترب من العلم واكتشافاته الخطيرة.. نحن اليوم بصدد اكتشاف علمي مهم؛ مهم لأنه يكشف عن سر ظل محلاً للسؤال قروناً من الزمن طويلة، ومع أن الاكتشاف قد لا يكون جديداً للبعض إلا أنه جدير بالاهتمام وتسليط الضوء عليه. كم ظللنا نقرأ الآية الكريمة: “واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين” ومثلها عشرات أو مئات من الآيات وحتى بعض الأحاديث النبوية الشريفة دون أن نعرف تفسيرها الدقيق على النحو الذي نعرفه اليوم بفضل تقدم العلوم التجريبية الحديثة، التي كشفت لنا حقائق مهمة وأٍسراراً خطيرة لا عهد لنا بها من قبل.. وكان المفسرون كلما أرادوا أن يفسروا شيئاً غامضاً منها احتاروا قليلاً ثم هرعوا إلى المجاز واعتسفوا النصوص وتكلفوا في تفسيرها فأخطأوا من حيث أرادوا أن يصيبوا وهم على كل حال مأجورون وإن أخطأوا طالما ظلت نياتهم سليمة في الوصول للحقيقة. تحكي الآيات الكريمات السابقات عن أول جريمة قتل تمت في تاريخ البشرية الطويل عندما قتل قابيل أخاه هابيل وتشير الآيات بوضوح إلى عجز قابيل عن دفن أخيه بعد قتله وكيف أن الله بعث غراباً يبحث في الأرض ليري القاتل كيفية التخلص من الجثة وهو ينظر إليه ويعض أصابع الندم على سوء ما اقترفت يداه ثم كيف عجز عن مواراة جثة أخيه.. هذه الإشارات واضحة ولا تحتاج لذكاء شديد لفهمها.. على أن الذي يحتاج للوقوف عنده هو السر في اختيار الله للغراب.... أثبتت الدراسات العلمية أن الغراب هو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق وتعلل ذلك بأن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم في كل الطيور المعروفة، ومن بين المعلومات التي أثبتتها دراسات سلوك عالم الحيوان محاكم الغربان؛ وفيها تحاكم الجماعة أي فرد يخرج عن نظامها حسب قوانين العدالة الفطرية التي وضعها الله سبحانه وتعالى. ولكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبتها الخاصة بها فجريمة اغتصاب طعام الفراخ الصغار أن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزاً عن الطيران كالفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها.. وجريمة اغتصاب العش أو هدمه تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه. وجريمة الاعتداء على أنثى غراب آخر تقضي جماعة الغربان بقتل المعتدي ضرباً بمناقيرها حتى الموت.. تنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة تتجمع فيه على هيئة المحكمة في الوقت المحدد ويجلب الغراب المحدد تحت حراسة مشددة، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه ويخفض جناحه ويمسك عن النعيق اعترافا بذنبه فإذا صدر الحكم بالإعدام فإن جماعة من الغربان تنهال على المذنب وتوسعه ضربا وتمزيقاً بمناقيرها الحادة حتى يموت وحينئذٍ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبراً يتواءم مع حجم جسده، يضع فيه جسد الغراب القتيل، ثم يهيل عليه التراب احتراماً لحرمة الموت.. هكذا تقيم الغربان العدل الإلهي في الأرض أفضل مما يقيمه الكثير من بني الإنسان.. ولله في خلقه شئون!! رابط المقال على الفيس بوك