آخر تصريح لوزير خارجية روسيا لافروف رداً على مطالب الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة بأن تقوم روسيا والصين بإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة لماذا لاتفعلوا ذلك بأنفسكم؟ وأكد لهم أن الدولتين المذكورتين لم تستطعا ثني الرئيس بشار عن مواصلة رفضه تسليم السلطة لدوافع كثيرة، منها أنه يخشى أن تسيطر الجماعات الارهابية على سوريا وتتحول هذه الدولة المجاورة للكيان الصهيوني إلى كانتونات موزعة على أساس طائفي وعرقي وديني وقومي لاتقدر على حماية نفسها من هذا العدو المتربص بها ويعتقد أن فرصته الذهبية قد لاحت. وبما أن الغرب يعزف هذه الأيام على وتر الأسلحة الكيماوية ويقوم بحملة دعائية دولية يساهم فيها رجال مخابرات اسرائيليون من داخل سوريا للترويج للمعلومات التي أطلقها الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة للأسلحة الكيماوية التي تساوي في أنواعها وأفعالها الأسلحة النووية الاسرائيلية فقد استغل حلف الناتو بعض حوادث اطلاق نار من جانب الجيش السوري النظامي على قريتين تركيتين أو ثلاث قرى لملاحقة المنشقين العسكريين الذين انضموا إلى الثوار أو لجأوا إلى تركيا أولاً وذهبوا إلى الحدود ببعض الأسلحة التي استولوا عليها من وحداتهم العسكرية القريبة من الحدود التركية أو حصلوا عليها من عدد من الدول كما يؤكد المسئولون السوريون الآن. وقام أمين عام حلف الناتو الأسبوع الماضي باستقبال بطاريات صواريخ الباتريوت التي طلبتها تركيا للدفاع عن نفسها كما تقول ضد صواريخ اسكود السورية، نافياً أن يكون الهدف استخدامها لغير الأغراض الدفاعية عن تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، وفي نفس الوقت لمّح إلى أنه يخشى بأن تحمل الصواريخ السورية أسلحة كيماوية ضد تركيا ولم يقل ضد إسرائيل، لأن المسئولين السوريين نفوا أن تكون تركيا الجارة المسلمة هي العدو الأول مخلفة وراءها اسرائيل المتأهبة دائماً لضرب أي بلد عربي قرب أم بُعد، بغض النظر عن علاقته معها كمصر والأردن المحاذيتين لفلسطين المحتلة المعروفة اليوم باسرائيل مهما كانت الظروف. وإذاً فالمسألة من وجهة نظر خبراء عسكريين وسياسيين وأجانب أن الحملة الدعائية عن وجود أسلحة كيماوية لدى بشار الأسد تشبه تماماً الحملة التي سبقت غزو واحتلال العراق عام 2003م ولم يجد بعد احتلالهم له أي أثر لأسلحة الدمار الشامل باعترافهم أي الغربيين الذين فتشوا الأراضي العراقية بعد الغرب شبراً شبراً.