الحب والعمل عمود اليمن الجديد، عملنا الوطني الحقيقي، كل شيء نراه صعباً؛ لأننا لم نمض فيه، لدى اليمن مؤهلات للنهوض لم تكن تملكها اليابان ولا سنغافورة قبل أن تنهض، صنعوا شيئاً من لاشيء، ونحن نصنع لاشيء من أشياء. السياسة دمرتنا والأحزاب بعثرتنا والجهل أفقدنا كل حرية نسعى إليها، يمكننا أن نعمل لبلادنا الكثير، بالعلم والتفكير، بالتركيز على بناء الاقتصاد، ويمكننا أن نعمل أكثر بإفشاء السلام ونشر المحبة بيننا. طوال التاريخ ثلاثة أسباب وراء كل انتكاسة يعيشها اليمن أولها: الأنا اليمنية في داخلنا، لا نحب لبعضنا ما نحب لأنفسنا، يالله يموت أخي أدفأ بشملته، بأسنا شديد بيننا، ذئاب على بعضنا ونعام أمام الخارج، ما تكسر الحجر إلا أختها، وبصل السوق حالي، حب المصالح طاغي، وتقسيمات المشيخة والرعية، الصغير نحاسبه لو سرق قيمة رغيف والمسؤول لا حساب ولا عقاب عليه لو لطش مليون دولار، نماذج تتكرر، التمرد على النعمة وتبعيد المسافات القريبة وأصحاب الجنة الذي حرموا الفقراء من نصيبهم وقوم بلقيس الذين لا يوجد في عقولهم سوى أنهم أولو قوة وأولو بأس، يستخدمون أسلحتهم أكثر من عقولهم، نحن قوم صرحاء في القول، لكن لسنا مخلصين في العمل، مقاييسنا خاطئة لا نقيس الرجل من عمله بل من مظهره ومنصبه ونفوذه وقوته. ثاني الأسباب هو أننا لم نثقف خلافاتنا بل سقفناها، زمان كان اختلاف القبائل سبب غزو الأحباش، واليوم اختلاف الساسة والأحزاب سبب الحالة الغثائية التي تعيشها اليمن، ادمنا الجدل والمهاترات والانقسامات والتمنطق والتمذهب والتحزب، وصرنا دون شعور ظاهرات كلامية، بسبب الخلافات، بددنا طاقتنا البشرية، وصار سكان اليمن في حكم التقاعد ومعظمهم من الشباب بسبب البطالة والانصراف عن الاقتصاد والعمل إلى جدليات السياسة وصراعات الأحزاب والقبائل، بسبب خلافاتنا صار اليمن قعيداً لا حول له ولا قوة. ثالثها: إننا نريد أن ننهض دون أساس، نتجاهل أن الجهل مايزال يطوي أكثر من نصف السكان في غياهيب الأمية، وما أجمل اليمن لولا الجهل، وكيف تجتمع الحرية مع الجهل؟ وكيف نبني وطناً وفينا من بجهله يدمر المصلحة العامة من أجل أمر من أموره، الجهل تلك العجينة التي يستخدمها المتنفذون لنشر الفوضى الخلاقة، وتمزيق الناس، وتجنيدهم وتحزيبهم وتفريقهم وتحويلهم إلى فئات متصارعة متناحرة تبعاً لهذا الحزب أو تلك الجماعة أو ذلك الشيخ أو هذا النافذ. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي. رابط المقال على الفيس بوك