العلاقات الدولية والإقليمية على المصالح، ويصعب جداً في ظل مثل هذه العلاقات المصلحية منع أو وقف التدخلات في البلدان إيجاباً أو سلباً، لصالح، أو ضد، نافعة، أو مضرة...المصالح هذه قد تكون سياسية أو اقتصادية، أو أمنية، أو استراتيجية تجمع كل هذه المصالح سواء أثناء السلم، أو أثناء الحرب. إن الأمن الوطني، أو الأمن القومي لأي بلد في العالم قد يمتد إلى مسافات بعيدة في العالم...وخاصة في تلك الأقاليم والبلدان ذات المواضع والمواقع الجغرافية الاستراتيجية حسب ما ترى هذه القوى الإقليمية، أو تلك القوى الدولية ..وعليه علينا ألا نستغرب أن نجد في أثار ما يجري على الساحة العربية والإسلامية رائحة التدخلات الإقليمية، والقوى الدولية ..وذلك في عودة للصراع الإقليمي والدولي على مراكز النفوذ ..فنجد القوى الإقليمية “مالياً مثل أقطار الخليج، وعسكرية مثل إيران، وتركيا” تشتم رائحتهم في كل ما يجري في الوطن العربي ..وهذا شيء طبيعي، لأن لهذه القوى مصالح من أي نوع في البلاد العربية، و الإسلامية. أيضاً ما يجري في الوطن العربي لا تخلو رائحة أمريكا، وروسيا، والصين منه ..لأن هذه قوى دولية «اقتصادية، عسكرية» فأمريكا لها مصالحها وأهدافها الإمبريالية في المنطقة بهدف السيطرة على العالم ..وهكذا روسيا، والصين ترى أن الوجود الأمريكي الإمبريالي الغربي والصهيوني تهديد لأمنها القوي.. وتشعر معهما إيران بتهديد أمنها القومي ..وعليه نجد تواجد كل هذه القوى الإقليمية والدولية فيما يجري على الساحة العربية والإسلامية، وعليه فما يجري من تدخل هو طبيعي لحفظ المصالح، أو الحماية المصالح، أو لكسب مصالح جديدة وهذا ما يسمى في اللغة الدولية “السياسية” الصراع حول مراكز النفوذ في العالم ولو أن هناك من يحاول أن يضفي عليها وصف الصراعات الطائفية مع أن الطائفية ليست سوى أداة أو وسيلة ..وتستخدم لأهداف إقليمية، ودولية بعيدة. وتعالوا إلى بلادنا «اليمن» سنجد أن رائحة القوى الإقليمية والعسكرية، والقوى الدولية كلها تشتم في كل ما يجري على أرض اليمن ..فاليمن تتمتع بمميزات جغرافية، وسكانية استراتيجية وعلى ثراها، و في باطنها ما يسل له اللعاب وللجميع مصالح في اليمن اقتصادية، واستراتيجية، وأمنية، ولذا تداعت أقطار الخليج لتخرج المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن وبادرت القوى الكبرى “أمريكا والصين وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا” لإصدار قرار يؤيد المبادرة من مجلس الأمن كما بادر الاتحاد الأوروبي لدعم المبادرة وهكذا أصبح الجميع في اليمن يتدخلون إلى حد بعيد تحت اسم مساعدة اليمن لتنفيذ المبادرة ثم تأتي إيران وتدعم قوى ترفض المبادرة وتأتي أيضاً على شكل مشاريع مساعدة لليمنيين تتزامن مع خروج أسلحة من تركيا مرسلة إلى اليمن كل هؤلاء لهم مصالح والكل يريد يدافع عن مصالحه، لكن كيف نستغل هذه التدخلات لمصلحة اليمن؟!! رابط المقال على الفيس بوك