على القائمة الملحة لمحافظة الثورة تعز تبرز مطالب ما انفك أبناء تعز بطرحها في المواصلات العامة والتجمعات , هي ذاتها لازالت عالقة في أذهانهم , ولسان الحال (كأنك يا بو زيد ما غزيت ) بعد الثورة , حمامات الدم , وسيمفونية الدمار التي ظلت تُعزف على مدى عام كامل في سماء المدينة , تجشمت تعز عناء الصدارة دفعت لذلك فاتورة باهضه اجتزأتها من أروح المئات من أبنائها ومئات المعاقين على الأسرة البيضاء يكابدون لعنات السادية التي صبها ضبعان , العوبلي وقيران على مدينتهم . بعد كل ذلك لازالت تعز تتحدث عن شربة الماء , ومطالب أخرى أكثر إلحاحاً وأقل كلفة , قدر تعز أن تظل حبيسة تلك المطالب تحشرها في شرنقة الدونيات ناهيك عن تطوير وتحسين الخدمات الأقل إلحاحاً حتى وإن كانت مدينة الثورة إلا أنها ستظل تشكو الإهمال المقنن هذا . نعم يا سادة تعز لا زالت تعاني من تردي الخدمات التي كانت ولازالت تضفي على حياة ابناء تعز الكثير من العنت , ذلك حتى يتوقف المزايدون عن سرد قائمة الوهم التي ظهرت مؤخراً , حتى يتوقف أولئك عن تغطية وهج الشمس بغربال الوهم الذي تم ترويجه مؤخراً على انه سلعة ذات قيمة قد تحول شوارع وأحياء تعز إلى ضواحي نيويورك وناطحات دبي . لا شيء يسير في هذه المحافظة على الجادة التي نشدناها منذ 11 فبراير , أو بالأحرى لازالت الحثيات التي انتفضت عليها تعز تطغى على المشهد لكن هذا المرة تحت يافطة التغيير المزعوم , حتى قرارات تغيير الفاسدين تلقى مجابهة شديدة وعنيفة من أصحاب دعاوى التغيير , كما لو أن المعايير انتكست أو شيئاً ما حول هذا المعنى (التغيير ) إلى شيء آخر غير المعنى الذي يعرفه الجميع أو الذي خرجت الجماهير تنشده في تعز . وانت تنقد كل تلك الممارسات التي تتم في المحافظة لا تستغرب إن (نط) لك أحدهم يتشدق بملء فيه يحدثك برعونة مفرطة عن حقدك على تعز , هكذا شاءت الأحداث أن تمتلئ الكثير من الصحف والمقالات بمثل هذه العاهات المركبة وكأن تعز قد فصلت بإحكام لتتناسب ومقياس أحدهم طولاً وعرضاً ولا يجب على أحدنا أن ينبس ببنت شفة في حضرة تعز المحشورة في حضرة صاحب ذلك الممتلئ في القميص , هل أصبحت تعز مدينة أفلاطون دون أن ندرك ؟! تعز الثورة يريد لها البعض أن تبدو كهذا على تلك التركيبة القميئة التي لا تمت لقيم الثورة بصلة , تمسي على الوهم لتصبح على السراب . تشتري بالوعود أحلام المساء , وتبيع الأماني في النهار . فرغم كل الضجيج واليافطات العملاقة التي غطت شوارع المدينة وحاراتها عبارات براقة يكاد الزائر لتعز للوهلة الأولى أن يصدقها لولا أن طفح المجاري تزكم أنفه منذ الوهلة الأولى لدخول المحافظة فتتحول الصورة 180 درجة باتجاه السالب . أيها المزايدون ؛ أبناء تعز قد عصرتهم الأحداث وصاروا من الفطنة بمكان من أن يشتروا بضاعة الوهم التي تسوقونها لهم ليل نهار , لم يعد هناك مكان بين أبناء تعز لمن اصطفوا مع جلاديهم في يوم ما, مساحيق التجميل لم تعد ذات جدوى مع من أريق ماء وجوههم يوماً ما في سبيل التطبيل للجلادين والانتقاص من الثورة ووصمها بالتخريب . تعالوا نراجع ما أَنجر في المحافظة في السنة الماضية , أثق يقيناً أننا سنخرج بقائمة طويلة من الوعود ليس إلا ؛ سراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءً , على كل الأصعدة ليس ثمة ما يدل على أن هناك تغييراً مر من هنالك ولو جزئياً , أصبحت المدينة تعاني لعنة التغيير الذي يسند الفساد ويتنكب للثورة , ألا يكفى كل هذا العبث أيها المزايدون؟! رابط المقال على الفيس بوك