إن الأبطال الحقيقيين هم الذين يصنعون الحياة ويخلدون اسماءهم في قلوب البشر لا تحت أحذيتهم، لذلك فإن وطننا اليمني بحاجة إلى أبطال من هذا المعيار وتلك المواصفات، خاصة بعدما برهن جنرالات الحرب أن البارود لايتغزل بالورود وإنما يحرقها. التصالح مع الوطن يعتبر نقطة الانطلاق باتجاه التغيير وأهم شروط الحوار الوطني، إذ بدونه يبقى الفراغ المملوء بالبارود .. تتحول المساحات الخضراء في حياتنا إلى مخازن للحقد وحلبات للصراع الذي لايترك خيراً ولايصنع خبزاً أو يحافظ على كبرياء وكرامة الإنسان. إن وطننا اليمني بحاجة لأن نصدقه القول والفعل، جنرالات الحرب قلما يصدقون، تعلموا فن الكذب وحذقوا دهاليز الخديعة والغدر، أصبحوا الأثرياء والأغبياء والساسة والأولياء، القتلة وأبواق النواح، أجازوا كل المنكرات وأفتوا بكل رذيلة، قدموا كل صور الانحراف والتمرد على الحق والعدالة، صنعوا حتى الشعارات والأوهام والمتفجرات معاً، مازالوا حتى اللحظة يكذبون ويخدعون أنفسهم بعبارات الطهارة التي لايمكن أن تُفصل على مقاساتهم أو تلامس ضمائرهم، إنهم لن يتغيروا طالما بقي البارود مترسبًا في لغتهم ووعيهم وثقافتهم. إن التصالح مع الوطن يتطلب منا التخلي وإلى الأبد عن ثقافة البارود، لأنها تتقاطع مع كل ما يمت إلى الأمن والاستقرار الوطني بصلة، اليوم فرصتنا سانحة لنتصالح مع أنفسنا ثم مع الله سبحانه وتعالى ومع الوطن بكل ما لهذا المفهوم من معنى، لأننا إن لم نتدارك هذه اللحظة والفرصة والقيمة فلن تتكرر، إن لم تجر وراءها من المتاعب مالم يكن بالحسبان. الدعوة للمشير وطابور الألوية الذين مازالوا ينفخون بالكير ويوقدون للمهالك والفتن، تغيرت البشرية وتخلص جنرالات العالم من رائحة البارود إلا أنتم لماذا؟ هل ذلك ضعف أم عجز عن حب الحياة والناس، كل شيء محتمل طالما أن رائحة البارود وبقع الدم مازالت عالقة في وعيكم والفاعل المستتر في لغتكم، حاولوا أن تتغيروا، إن ذلك أقل واجب يمكن أن تقدموه للمصالحة مع الوطن. تداعيات الهدم تسير بوتيرة عالية وأعوانها في تزايد وأنتم مخمورون بالماضي ونشوة السلطة .. محاطون بجمع غفير من الدجالين والمطبلين، كأنكم قد أورثتموها عن أجدادكم ويعز عليكم التخلي عنها، هذا إن لم تكونوا قد تسلقتم إليها خلسة، لاتبكوا على مرحلة أفسدتموها بجهلكم وسباقكم المحموم على التهلكة والخروج من الباب الخلفي للتاريخ، لاتضيعوا لحظة التطهر الوطني والتصالح مع الله ثم الوطن، فلربما كانت تلك الخاتمة فلا تخلطوها برائحة البارود، اجعلوها فرصتكم للتصالح مع اليمن الأرض والإنسان. رابط المقال على الفيس بوك