لقد هالني التصريح الذي جاء على لسان الأخ محافظ محافظة الحديدة أكرم عطية وورد في صدر الصفحة الأولى بصحيفة الجمهورية عدد السبت الماضي بعنوان: «مطار الحديدة في خطر» والسبب أنه جاء بلسان الرجل الأول بالمحافظة التي تعكس تفاصيل هذا التصريح مدى ما وصل إليه حال مطار الحديدة الدولي من هجمات متكررة عملت ومازالت تعمل على تقطيع أوصال مساحاته وحرمه من قبل بعض الجهات المتنفذة في الحديدة، ولم تستطع أو بالأصح لم تتخذ من قبل القيادة العليا للدولة موقفاً حازماً يحفظ هذا المنجز الذي يمثل الوجه الحضاري المعاصر للمحافظة لدرجة نجد فيها قيادة المحافظة وكأنها تعلن ضمناً عجزها عن حماية المطار من الخطر ليس القادم ولكنه الخطر الذي يحكيه واقع الحال بكل أسف شديد وانطلاقا من ذلك فإن الكثير من ملامح الواقع العام للمحافظة جعلها تعيش الخطر نفسه في معظم مفاصل الحياة اليومية وهذا ما يؤكد شفافية التصريح بالخطر ليس من باب «إعلانات الإرصاد الجوي» التي تحذر من قدوم خطر طبيعي ما ولكن من باب توضيح الحقيقة كما هي وطرحها على جهات الاختصاص العليا لعل وعسى تقوم بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. والحقيقة التي لا يختلف عليه اثنان أن محافظة الحديدة الطيبة الأرض والإنسان تصارع الأخطار التي انهكت طموحاتها وجعلت منها مرتعاً للخطر العام الذي صار جزءاً من يومياتها الحياتية.. فعلى سبيل المثال لا الحصر: ما أكده فريق اللجنة الوطنية للطاقة الذرية أثناء نزوله الميداني إلى منطقة الصليف ورأس عيسى ومحطة الأهرام الكهربائية من وجود تلوث ومخلفات كيميائية ذات نشاط إشعاعي خطر فأي خطر أدهى وأمر من هكذا خطراً على المياه الجوفية وآثار ذلك على المياه الجوفية وآثار ذلك على حياة البلاد والعباد.. وليس هذا فحسب بل إن إغماض العيون والتعامي عن رؤية أخطار أكثر فتكاً بحياة الناس وصم الآذان عن سماع صراخاتهم لهو الخطر الأكبر الذي يستجوب استنفاراً صادقاً من الجهات الرسمية للوقوف أمام وحشيته التي تعصف بالناس المصابين وليس من اهتمام جاد وفاعل تجاه هذا الخطر ألا وهو “انتشار أمراض السرطان في كثير من البيوت في المدن والريف” وهي الظاهرة التي تتطلب جهوداً مكثفة ليس للحد منها ولكن على الأقل لاستقبال الحالات المصابة وتقديم العلاج لها ولو من باب إنساني كون معظم الحالات المصابة بهذا المرض الخبيث في محافظة الحديدة، من فئة الفقراء والأشد فقراً وما شابه ذلك فنحن هنا لا نريد من الجهات الرسمية إلا الأقل القليل من الواجب تجاه هكذا حالات خاصة وأن علاجها باهظ التكلفة ..ثم إن الواجب الوطني والإنساني المسئول يتطلب القيام بدراسات وبحوث لمعرفة الأسباب ومحاولة عمل أي شيء في وجه هذا الداء الخبيث وليس التعامل مع هذا المرض المنتشر في تهامة بصورة ملحوظة هذه الأيام ليس التعامل معه كغيره من الأمراض كالملاريا والمكرفس والإسهال ..الخ التي تتصدر محافظة الحديدة القائمة فيها في بلادنا ..حقيقة أنه ليس مطار الحديدة فقط في خطر ولكن الحديدة كلها تعيش الخطر تعليماً وصحياً ونظافة ومخلفات كيميائية سامة واحتياجاً كبيراً لمشاريع مياه وصرف صحي و..,...وصولاً إلى افتقار بعض المدارس الثانوية للبنات إلى أبسط الحقوق وهي” توفير الكرسي للطالبة” ناهيك عن «تفرعن» بعض مدراء المراكز التعليمية والمدارس أيضاً واللامبالاة بإغلاق مدرسة هنا أو معالجة مشكلة مدرس هناك أو اهتمام بتكريم معلم أو بعقاب آخر مخل وليس لهؤلاء من اهتمام سوى السفريات المكوكية إلى المقرات الرئيسية للشركات لتسهيل مشتريات المدرسين والمدرسات بالتقسيط المدر للعمولات الباهظة ولسنا هنا بحاجة إلى أن نقف أمام أكوام القمامة وأبواب المشافي والمستوصفات والوحدات الصحية لكي نزيد من بكائنا جراء الخطر الذي داهمنا جميعاً وافترش محافظة الحديدة مرتعاً لخطورته الدامية لدرجة صرنا فيها لا نستطيع مقاومته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولكننا ندعو الجهات الرسمية في المحافظة إلى مضاعفة جهودنا والتنكر لذواتها والعمل الجاد من أجل الصالح العام بروح المسئولية الحقة التي تضمن الوقوف القادر على صد تلكم الأخطار والله المستعان من وراء القصد نسأل. رابط المقال على الفيس بوك