من أبرز معالم حرية الإنسان حريّة الرأي والتداول السلمي للفكر والتعاطي مع الرؤى المختلفة من خلال الإيمان المطلق بحرّية التفكير والتحاور السليم الذي تنبثق من نوافذه المخرجات العظيمة لبقاء صيرورة الإنسانية وفق معيار الأخذ والرد برأي الآخر، لا الحجر على فكرته وطريقة فهمه للحياة ومدى ترجمة معاني الأفق الواسع للتعايش مع الآخر والانتصار للفكرة الأزلية لمعنى وجوده. ورغم الصدامات الفكرية على مرّ التأريخ.. لم ينتصر معظم أبجدية بناء العقل العربيّ المسلم – مثلاً – للرؤية السليمة المنطوية بداخلها سلامة حرية الرأي والقبول بالآخر كحقيقة ينبغي الانطلاق من أرضيتها الصلبة لتمكين العقل تلك المفاوز المترامية المكتظّة بالجهل والاستعداء ومصادرة الرأي والتوغل في عقائد الخلق بريبةٍ وانتقاص ينتج عنه النكوص المريب.. والانغلاق الديني فكراً وسياسةً وأدبا واستحواذاً مرعباً على طرائق التفكير وتجييش العاطفة الدينية والعمل من خلالها على تمكين الجهل والتبعية في نفوس وعقول البسطاء من العامة. والدين الإسلامي جعل الحرية أساساً مرجعياً في تشريعاته وأصوله التشريعية المنبثقة من فطرة الإنسان غير القابلة للاستعباد البشريّ والتبعية الماحقة لوجوده واستقرائه الفطريّ للحياة. لهذا يجب أن تكون حرية الرأي والتعبير هي المنطلق الأساسي الذي ينفذ من خلاله ضوء التعايش والتحاور مع الآخر والاحتفاظ بالمسافة الإنسانية في التفريق بين دروب الحق والباطل. رابط المقال على الفيس بوك