من الأمور المهمة التي يجب أن نتحلى بها كمسلمين.. أن نكون في أخلاقنا “إنسانيين” فالإسلام دين “الإنسانية” والمسلم إذا تخلى عن القيم الإنسانية.. فقد تخلى عن الدين كون الدين يقوم على هذه القيمة العامة الشاملة، وسيرتكب العديد من المحرمات.. فمن لا يتصف بالإنسانية.. ذهبت عنه الرحمة.. والله سبحانه وتعالى يقول: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، ولم يقل “رحمة للمسلمين” بل “للعالمين”. كلنا درسنا وقرأنا، واستمعنا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعلمنا كيف كان حاله حين اشتدت عليه قريش في أذاها، وحربها.. فنزل عليه الملك، وسأله أتريد أن أطبق عليهم الجبلين؟! فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا..لا” لعل الله يخرج من أصلابهم من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. لقد كان رسول الله على أمل ورجاء في أن يدخل منهم رجال في الإسلام، ما لم فمن أصلابهم.. إنها رحمة كما أن الله سبحانه وتعالى من أسمائه “الرحمن، الرحيم”، “الرؤوف، الودود”، “التواب الأواب” وفي كل هذه تتجلى رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده. تصوروا أن رحمة الله شملت الحيوان، وأنتم وأنا نعلم أن امرأة دخلت النار لأنها حبست قطة فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. وآخر دخل الجنة لأنه وجد كلباً يلهث من شدة العطشض رغم وجود الماء لكنه لم يستطع الوصول إليه فخلع حذاءه وذهب إلى الماء، وملأ حذاءه بالماء وعاد بها إلى الكلب ليسقيه، فدخل الجنة. نتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتقد إلى يهودي كان يؤذيه فلما افتقده أي لم يعد يرى أذيته.. سأل عنه، وقيل له أنه مريض فذهب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لزيارته.. إنها الرحمة، وأخلاق القرآن، والرسول والإسلام. لكن لا ندري ما الذي أصاب المسلمين، وعلماء المسلمين، لقد قست قلوبهم، وتخلوا عن إنسانيتهم، وصاروا يستبيحون، ويبيحون الدماء، ويدعون إلى حرب بعضهم، وتخريب وتدمير ديارهم، ومدنهم، ومصادر رزقهم، وهو مالم يقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرض عليه الملك إطباق الجبلين عليهم.. وهم كفار.. فكيف نجد اليوم من يبيح دماء وأعراض وديار المسلمين، وباسم الجهاد!! أي جهاد هذا!! إن هذا لا يمت بصلة إلى دين الإسلام، ولا إلى ديانات السماء كلها. في يوم فتح مكة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجه سؤالاً إلى كفار مكة “قريش” وكلنا نعلم كم قاتلت وآذت قريش رسول الله.. لكنه سألهم حين فتح مكة “ماذا تظنون أني فاعل بكم” فقالوا: أخ كريم، وابن أخ كريم” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “خيراً فليغفر الله لكم، اذهبوا فأنتم الطلقاء” هذه أخلاق ورحمة وإنسانية رسول الله ، ودين الله.. وهم كفار .. وقد آذوه وقاتلوه، وحاربوه أشد إيذاء، وحرب. وقتال.. لكن هذه هي أخلاق الإسلام، فأين نحن المسلمين من هذه الأخلاق الإنسانية.. اليوم نكفر، ونلحد المسلمين ونبيح دماءهم، وأعراضهم، وأموالهم وديارهم. اليوم المسلمون يحاربون ويقاتلون ويقتلون إخوتهم بفتاوى ممن يدعون أنهم علماء، هؤلاء العلماء يبيحون قتل المسلمين، ويبيحون أعراضهم، وأموالهم ويفتون بتدمير ديارهم ومصادر رزقهم، ويخربون كل وسائل حياتهم وبطرق بشعة لا رحمة، ولا رأفة فيها فأين هؤلاء من دين الإسلام، ومن ديانات السماء كلها، وأخلاقها وقيمها الإنسانية؟!! فحسبنا الله فيهم.. وندعو الله أن يرينا فيهم يوماً قريب!!