الشعب السوري الصبور الحليم العاشق للسلم والطمأنينة لا يختلف عن الشعب اليمني إلا في كون اليمانيين قادرين على مجابهة أعتى سلطة، لأن قطاعات واسعة منهم صادرون عن ثقافة السلاح والتضامن العصبوي القبائلي، والمعرفة الحاسمة لجغرافيا الحروب ومتاهات التضاريس الجبلية العَصيَّة على أي جيش نظامي .. وذلك عامل هام من العوامل التي كان رأس النظام السابق في اليمن يدركها، ويدرك أبعادها الخطيرة؛ ولهذا كان الميل للخروج المشرف المُسيَّج بحصانة برلمانية ناجزة، ومشاركة فاعلة في حكومة الوفاق الوطني، وأُفق مفتوح على مستقبل لمشاركة “المؤتمر الشعبي العام” في العملية السياسية القادمة. للأسف لم تُحظَ سوريا بهذه المقدمات، ولهذا كانت النتائج مغايرة لما جرى في اليمن . قال الشاعر : أيها المُنكِحُ الثُّريا سُهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان! هي شاميةٌ إذا ما استهلت وسهيلٌ إذا استهل يماني ملحوظة: الشاعر يتحدث عن نجمتي الثريا وسهيل .. الأُولى تظهر من جهة الشام، والثانية من جهة اليمن، والقصد أنهما تلتقيان في أُفق ما، ولا تلتقيان في بُعد آخر. وهكذا نستطيع القول إن الحالتين اليمنية والسورية تتشابهان في مغزى التغيير وضروراته، وتتباينان في المُقدمات، ولهذا جاءت النتائج مُتباينة بحسب المنطقين الشكلي والعقلي معاً. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك