يا أبناء يمن الإيمان والحكمة .. أيها الوطنيون المخلصون لهذا الوطن أرضاً وإنساناً ، يا عقلاء وحكماء هذه الأمة .. يا من تحبون الخير والسلام لأبنائكم وإخوانكم على هذه الأرض الطيبة التي كرمها رب العزة سبحانه في كتابه العزيز بقوله ( بلدة طيبة ورب غفور ) .. إن صوت العقل والضمير الحي ، وحكمة العقلاء يمكن أن تسمو فوق المصالح الذاتية دون أي حساب للأنانية أو الغرور .. وتدفع الجميع للحرص على مصالح أبناء الشعب والوطن وعدم المساس بالثوابت الوطنية .. والمحافظة على مقدرات الوطن والمنجزات التنموية .. فمسؤولية العقلاء وحكماء اليمن الميمون تقتضي المبادرة بنصح وتوعية جميع الأطراف وكافة الأوساط المجتمعية وتبصيرهم بالآراء الصائبة الرامية إلى نبذ العنف والفتن والتخريب وعدم الإضرار بمصالح الوطن ، والحفاظ على الأمن والاستقرار .. والتأكيد على عدم المقامرة بمكاسب وإنجازات الوطن ، وتجنب التعبئة الخاطئة من قبل كافة القوى السياسية التي يمكن أن تجر البلاد إلى أتون الفوضى والخراب والدمار .. إضافة إلى دعوة كافة أبناء الشعب والقوى السياسية للحوار البناء ، وضرورة إخضاع كافة القضايا لهذا الحوار لما فيه خير الوطن وأمنه واستقراره ، وفي سبيل تحقيق التطور والتنمية .. ولا شك أن كافة الوطنيين المخلصين يحرصون كل الحرص على المصالح العليا لليمن أياً كانت انتماءاتهم السياسية أو الحزبية .. كما يحرصون على ترسيخ الوحدة الوطنية ، والاصطفاف الوطني الخلاق حول الثوابت الوطنية ، ومكافحة الفساد بشتى صوره بكل حزم وجدية .. ويحتم الواجب الديني والوطني والأخلاقي على الجميع مراعاة الخصوصية اليمنية ، وحماية الوطن من كافة الزوابع والأخطار وتجنيبه طوفان الفوضى وما يمكن أن يسببه – (لا سمح الله) – من كوارث لن تبقي ولن تذر ، ولن تفرق بين سلطة ولا معارضة ، ولا بين من يؤازر هذا أو ذاك من الأنصار .. الكارثة الكبرى أن الجميع من أبناء الوطن اليمني الواحد ، وطن من وصفهم نبي الأمة عليه صلوات الله وتسليمه بأنهم (أرق قلوباً وألين أفئدة ) .. فهلا انبرى أولئك العقلاء ذوو الإيمان والحكمة لأداء دورهم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ يمن الحضارة المجيدة .. فالشعب اليمني الأبي لديه من السمات النبيلة والخصائص الأصيلة ما يمكنه من مواجهة كافة التحديات ، والمضي بخطى واثقة وحثيثة لتحقيق آماله وطموحاته المشروعة في مستقبل أفضل تتجسد في ازدهاره وتقدمه. ويظل مبدأ احترام الحقوق والحريات من المبادئ المهمة التي يجب أن يلتزم بها ويحترمها الجميع ، والتعبير عن الرأي حق كفله الدستور لكل مواطن شرط أن يُمارس في الإطار السلمي دون تجاوز لقيم الحرية والديمقراطية كالاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة ، وزعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة .. والأسوأ من هذا إحداث الفتنة والانقسام في صفوف أبناء المجتمع ، جراء التحريض على العنف والفوضى والتخريب وانتهاك القوانين والأنظمة. وهنا نناشد كافة المخلصين لهذا الوطن ذوي الضمائر الحية النقية وندعوهم إلى استنهاض الحكمة اليمانية حرصاً على أمن واستقرار وتقدم اليمن .. كما نناشد كافة المعنيين والمسئولين بمختلف توجهاتهم السياسية والحزبية بأن يضعوا نصب أعينهم مصالح الوطن فوق كل اعتبار ، وأن يتقوا الله في إخوانهم وأبنائهم فالشعب أمانة في أعناقهم في هذا الوطن .. وأن يرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية .. وتغليب منطق العقل والحكمة والحرص على حاضر الوطن ومستقبل أبنائه تجنباً للأضرار الفادحة التي يمكن أن يتكبدها الوطن والشعب في جميع المناحي الحياتية. كما يحسن بذوي القرار مراعاة تحقيق المطالب المشروعة للمواطنين في جميع أنحاء الجمهورية .. وأهمها تصحيح المسار ومحاربة الفساد والفاسدين بمزيد من الجدية والمسؤولية .. وكذا المبادرة بوضع الحلول المناسبة لمشكلة البطالة ومحاربة الفقر ، وتحقيق العدالة الاجتماعية .. وتلك هي القضية . رابط المقال على الفيس بوك