أثار الشاعر والناقد عبدالرحمن مراد على صفحته الفيسبوكية قضيّة عدم مشاركة قائمة مميزة من أدباء ومثقفي اليمن بأحد المهرجانات الأدبية في القاهرة.. جمهورية مصر العربية.. والذي ستبدأ أعماله اليوم. والقصة تدور حول فشل طلب تقدم به مجموعة من الأدباء اليمنيين لمنحهم تذاكر السفر من ثلاث جهات رسميّة: أولها وزارتهم وزارة الثقافة.. وثانيها وزارة النقل.. وثالثها أمانة العاصمة.. والأخيرتان سبق لهما منح الكثير من تذاكر السفر.. لكنهما في المقابل استكثرا على مجموعة أدباء يمنيين أن تمنحهم بعض فُتاتها من بذخها السائب لتمثيل اليمن والخروج لبضعة أيام من دائرة الاختناق الوطني لتجديد أرواحهم المُنهكة بفعل أوضاع البلد الموحشة. أعود لسؤال الشاعر عبدالرحمن مراد، والذي أثاره بذات المنشور وهو: ماذا تقصد حكومة الوفاق من هذا العزل الثقافي؟ وفي الحقيقة إجابة هذا السؤال موجعة للجميع ومخزية ومزرية؛ لأنها تعني طمس ألمع وجوه البلد (وجه الثقافة).. ومحاولة قديمة متجددة من قادة الفعل السياسي في البلد لتهميش الفعل الثقافي من أن يقوم بدوره تجاه الوطن. وليس اعتراضاً منّا على أهمية الاهتمام بالرياضة.. لكنّ ماذا جنينا غير السمعة السيئة من وفدٍ شعبيّ في حدود المائتين والخمسين فرداً لا علاقة لهم بوزارة الرياضة تم منحهم تذاكر السفر وآلاف الدولارات لمرافقة منتخبنا الوطني الذي عاد بلقب (جيش يمني يصل البحرين). أليس الأجدر بوزراء الوفاق احترام ثقافة البلد بمنح ثلة من المبدعين بضع تذاكر سفر؟ أم سيظل السياسي أداة إقصاء وتهميش بحسب مرجعيته الفكرية وانتماءاته الضيقة ومناطقيته الممقوتة؟! الأغرب من كل هذا.. بل المضحك والمبكي أن يتزامن هذا التهميش السلبيّ للمثقفين بين وزارتين هما الثقافة والنقل.. يتربّع على عرشهما وزيرا ثورة ما يُسمّى التغيير؛ باعتبار أنهما جاءا من ساحة الخيام وآمال وتطلعات الشباب.. وفي ذلك عجب عجاب يستدعي الكثير من التناولات اللاحقة. karwaaan_333@ho رابط المقال على الفيس بوك