أيام وستهل على الشعب اليمني الذكرى الثانية للثورة الشعبية الشبابية التي انطلقت من تعز في ال(11) من فبراير 2011م، هذه الذكرى ستذكرهم جميعاً بما الذي تحقق على أرض الواقع، وما الذي تم الإخفاق فيه، وما الذي مازال في طوري النشأة والتكوين وبعد شهر سنصل إلى مرحلة الحوار. إن الجميع عاصر وشهد وقرأ وسمع ما تحقق وما هي العراقيل التي ما زالت حجر عثرة أمام نهضة وتطور وبناء مستقبل اليمن المشهود.. ولكن وصولهم إلى مرحلة حاسمة من مراحل التسوية السياسية يفرض علينا أسئلة عدة لعل أهمها : كيف ستسير هذه المرحلة الحاسمة والتي تسمى بمرحلة الحوار الوطني؟ وهل هناك أشواك مغروسة في طريقها، وهل عدّ المتحاورون العدة لإنجاح هذه المرحلة؟ وهل فكّر المتحاورون بالأمور الأهم على الأمور المهمة وقدموا الأهم فالأهم على المهم والأقل أهمية؟ وكيف يواجه المتحاورون معاول الهدم التي تقف بالمرصاد أمام نجاح كل خطوة من خطوات النهضة والتقدم. وللإجابة على تلك الأسئلة تقول مرحلة الحوار الحاسمة : كل شيء يهون إلا معاول الهدم الباقية مرارتها في كل وجبة صحية متكملة، كل شيء يتم حله إلا معاول الهدم التي تدس السم في العسل. وقد يقول قائل : مادام هناك توافق، وتسوية سياسية برعاية إقليمية ودولية فما الذي يخيف هذا الشعب اليمني؟ قد يكون هذا القول صائباً لكن هذا التوافق والتسوية السياسية معرضان للقرصنة والهدم من أصحاب القلوب الميتة والسوداء التي نهبت خيرات هذا الوطن وأكلت أخضره ويابسه ولم ترحل لتغطي سوءاتها وتنعم بمالها الحرام وتبتعد عن الأنظار لينساهم الشعب ويؤمّن مستقبله ويبني غده بناءً سليماً. إن مرحلة الحوار الحاسمة لا تقوم ومازالت أنياب هدمها مكشرة، ولا تنهض تلك المرحلة وما زالت أرجلها مكبلة بالقيود، ولا ترتفع تلك المرحلة وما زالت سلاسل رفعها موصدة، ولا تلمع القيود والسلاسل والسيوف مرتبطة بمعاول الهدم التي لا يقر لها قرار كل ساعة ودقيقة وثانية وهي ترى التغيير يقطع دابر المبطلين. إن معاول الهدم كثيرة ولا يتسع المقام لذكرها جميعاً ولكن سنختصر بعضها ثم نتوصل إلى الشيء الأهم الذي يجب علينا فعله تجاهها.. ولعلّ أقبح معول للهدم هو بقاء من تلوثت يداه بالدماء في هذه التربة الطاهرة ابتداءً من الرئيس السابق صالح مروراً بكل عائلته وانتهاءً بكل من عمل معهم في الظلم والقهر والنهب والسرقة ناهيك عن القتل بغير حق، لأن المرحلة الآنية تحتاج إلى طهارة ونظافة أكثر سواءً كانت نظافة حسية أم معنوية. ومن معاول الهدم تشويه الإعلام بكل وسائله المرئية والمقروءة والمسموعة من خلال بث ونشر كل ما يسيء إلى الوطن ووحدته وترك بعض الوسائل تصول وتجول بعيداً عن المهنية والرسالة الإعلامية التي خلقت من أجلها، ولا تظهر إلا الأشياء السلبية وتبتعد عن الأشياء الإيجابية، الأمر الذي يزيد الحقد والقهر والإذلال ويقل الصدق والأمانة وتهتز وجهة المواطن الذي يحتاج إلى ما ينفعه وينفع وطنه ومستقبل أبنائه لا ما يكرهه ويكره مستقبله وأبناءه عن كل جميل. كما لا يخفى علينا بقاء الأمن السياسي والأمن القومي في أرض الوطن دون دمج وهيكلة بضمهما إلى وزارة الداخلية بصورة رسمية، ومعرفة أفرادها، لأن ذلك الأمر يفيد مرحلة الحوار لاحقاً بأن تبني قواعدها بشخصيات معروفة ومعلومة، وتستطيع معرفة من يلعب خلف الستار أو الكواليس بالتضامن مع من يريد الوقيعة بأبناء اليمن الواحد.. والنيل من وحدته، وما أكثر من يلعب خلف الستار !!. كما أن البدء بالسلبيات في مرحلة الحوار يوقف كل الخطوات اللاحقة، الأمر الذي نعده إحدى المعاول الهدامة، إضافة إلى معول العقليات المتأزمة التي لم تفقه التغيير حتى الآن وتسير خلف كل ناعق.. وغير ذلك من المعاول. وما ينبغي فعله تجاه تلك المعاول التي ذكرناها والتي لم تذكر لابد لنا من الانطلاق وفق قواعد الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ثم الاتفاق على ما ينفع الناس والوطن، والتحاور فيما تم الاختلاف فيه بصدر رحب وإخلاص، وعدم الرضا بمن تلوثت يداه بدماء الشعب يقرر مستقبلنا، والبدء بالإيجابيات قبل السلبيات، وحل كل القضايا العالقة المستعصية والمتشعبة في جذور الوطن بأمانة وإخلاص وروح تواقة للتغيير والبناء. ونزيل كل معاول الهدم سواءً كانت بشرية أو إعلامية بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن، كما لا نقبل بالأموال المشبوهة التي تأتي إلى بلدنا لغرض الوقيعة بنا وإخواننا بعكس الأموال البيضاء الناصعة التي تعمل على زيادة اقتصادنا ونهضة وتقدم وطننا. أخيراً إن مرحلة الحوار مرحلة حاسمة حقاً وحقيقة ولا يمكن أن يكتب لها النجاح والتمكين إذا كانت معاول الهدم ذات نوايا خبيثة.. فعلى جميع الشعب اليمني بكل أطيافه وتوجهاته سواء كانوا أفراداً أم جماعات سواء كانوا طوائف أو أحزاباً سواءً كانوا شباباً أو شيبة سواءً كانوا رجالاً أو نساء أم أطفالاً أن يتقوا الله تعالى في هذا الوطن وليصلحوا نواياهم ويبتعدوا عن العقليات المتأزمة التي لا تفقه التغيير السنني الكوني وليبنوا عقلياتهم على أساس: (أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) وليكونوا كالأشجار الطيبة التي أصولها ثابتة وفروعها في السماء، ولتكن نظرة الجميع إلى الثريا وليس إلى الثرى.. لتكون ثمارنا يانعة ونتائجنا طيبة وخطواتنا متزنة بروح الأمل والتفاؤل بغدٍ أجمل. Salah [email protected] رابط المقال على الفيس بوك