التاريخ يعيد نفسه، وإن اختلفت الأحداث والوقائع رغم اختلاف الزمان والمكان.. كما حدث قديماً في عهد العصر العباسي عندما سطعت شمس الأعاجم والبرامكة في الحكم، وتسللوا رويداً رويداً إلى أعلى مفاصل الدولة ومؤسساتها القيادية العليا.. حتى أصبحت كلمتهم نافذة في شؤون تصريف الدولة.. فأصدروا القرارات، ونافسوا الخلفاء في شؤون إدارة الدولة.. وهكذا التاريخ يعيد نفسه، ولكن في مشاهد متنوعة، ومواقف متباينة.. وعلى الذين يتدخلون في شؤون الآخرين عليهم أن يقرأوا بإمعان تاريخ الدول والشعوب والحكام السابقين.. ويأخذوا العبر والدروس من تلك الأحداث والوقائع التي حدثت في الماضي.. أما الأنظمة المستبدة التي تُحاول فرض ثقافتها وأنظمتها العقيمة ذات النعرة المذهبية المتطرفة والأفكار المتشددة التي تنتقص من قدر الآخرين وثقافتهم رغم أن تلك الدول تعيش حالةً من الترهل والانفلات الأخلاقي والقيمي والاجتماعي.. ولنا أن نتساءل: ماذا يريد هؤلاء أو تلك الدول أو حكامها من اليمن..؟! أليس يكفيهم ما هم فيه من أزمات داخلية، وقضايا محورية خلافية بين الأشقاء والأصدقاء.. عليهم أن يدركوا أن ما يدور في اليمن شأن داخلي.. وهي بمثابة سحابة صيف ستنقشع عاجلاً أم آجلاً.. إلام يحشرون أنوفهم في قضايا وشؤون الآخرين.. ؟! ليعلم القاصي والداني أنّ أبناء اليمن مهما اختلفوا في الرؤى والطرح، وتبادل وجهات النظر إلاّ أنهم متفقون قلباً وقالباً على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً وإنتماءً.. وأن مصلحة الوطن العليا هي الأسمى والأعلى دائماً.. عن أي مصالح مهما كانت.. فالأنظمة ذات النزعة العنصرية المتطرفة، والنعرة الشعوبية المتشددة هي أنظمة جوفاء وخاوية على عروشها.. لا همَّ لها سوى تأجيج الأزمات واشعال الفتن بين أبناء الشعوب العربية.. لذلك نقول لأولئك النفر النشاز، أن يتركوا شأن اليمن وأحوال وقضايا اليمانيين لأنفسهم فهم جديرون بحلها، لأنهم أهل إيمان وحكمة وفقه.. وليكفوا عن تخرصاتهم ودعاياتهم وأبواقهم الشعوبية.. وليكن شعارنا: «الناس فيما يعشقون مذاهب».. وليعلم هؤلاء وأولئك أنَّ اليمن ليس حوزات ولا إمارات ولا مشيخات بل أبناء اليمن متفقون على ثقافة واحدة، وعقيدة واحدة، وهدف واحد، ومصير واحد.. فهم أول من ناصروا وآزروا الدعوة المحمدية.. لذلك هم مشاعل علم ومصابيح هداية وبناة حضارة.. وهم أدرى بأزماتهم من غيرهم، لذلك لا تحشروا سموم الفتن المذهبية فيما بينهم.. ومن أراد سوءاً باليمن وأهله.. فليجعل الله له سوء منقلب في نفسه وبلده ويأخذه أخذ عزيز مقتدر.. آآآآمين.....!!