شيء يثلج القلوب ويرمي بداخلها الشعور بالطمأنينة والاستقرار النفسي والثقةُ الكافية بوجود مجتمع بمكوناته وكياناته يعمل بهمةٍ ومسئولية تحمل على عاتقها بناء وطنهم الجديد، وتمهيد الدرب لقوافل البناء لإظهار اليمن الجديد ، الوطن المنشود له بحياة آمنة ومستقرة ومواطنة متساوية لكافة فئات وشرائح المجتمع. وتألقت الحالمة تعز عاصمة الثقافة اليمنية بهذا الدور المتميز من خلال قيام بعض المنظمات والمبادرات الشبابية بالعمل على تنفيذ برامج تأهيلية وتوعوية لتعريف المجتمع بمفاهيم الحوار والسلم الاجتماعي والمواطنة المتساوية لتوصيل فكرة وفائدة الحوار لليمن. عمدت أغلبية هذه المنظمات البارزة والناشطة إلى استهداف كل فئة وشريحة على حد سواء طلاب الجامعات والمعاهد العلمية ومنظمات المجتمع المدني لتعمل كل فئة منها على تجسيد دورها الإيجابي في توعية مجتمعها بمعنى الحوار والمواطنة الفاعلة التي تصب على عاتقها نجاة وطنها وتطويره. فيما تسعى الأخرى من هذه المنظمات وأغلب المبادرات الشبابية إلى تجنيد فريق من الشباب الطامحين والناشطين إلى تنفيذ حملات توعوية في الجامعات والمدارس والأحياء السكنية والمساجد وتوزيع ملصقات وبرشورات هادفة إلى تعزيز مفهوم الحوار وتعريف المواطن بدوره في بناء وطنه الجديد. بالإضافة إلى زرع مخيمات في شوارع تعز الرئيسية وإقامة جلسات استماع وندوات لكبار الأكاديميين والمثقفين حول مفهوم الحوار وآليات معالجة القضايا الهامة في اليمن. هكذا عبّرت الحالمة تعز عن موقف أبنائها من مؤتمر الحوار الوطني ودورهم الداعم لعملية نجاح مؤتمر حوار اليمنيين، فهل سنلاحظ خلال أيامنا القادمة ظهور التنافس من كافة أبناء المحافظات اليمنية الأخرى شمالا وجنوباً والعمل على الحصول على المركز الأول مع مرتبة الشرف لإثبات نجاحهم في نشر قيم التفاهم والحوار في أوساط مجتمعه لتمهيد وتسهيل طريق مستقبل وطنهم الذي يحلمون به؟. أم ستكون هناك رؤى أخرى لهم ، أم ستكون الدول الأوروبية والخليجية أكثر منا حباً وخوفاً على وطننا كما نلاحظ من تكاتفهم في الدعم الكبير الذي يقدمونه من اجل نجاح مؤتمر الحوار الوطني؟. أم علينا أن نرفع صوتاً واحداً يُسمع من هو بقاع الأرض صداه ((معاً نبني اليمن)) . رابط المقال على الفيس بوك