في “ال21” من فبراير 1958م، وبمبادرة من القيادة العربية السورية برئاسة “شكري القوتلي” رئيس الجمهورية العربية السورية أعلنت دولة الوحدة بين مصر وسوريا، وسميت سورية بالإقليم الشمالي، ومصر بالإقليم الجنوبي.. أما الدولة فقد سميت ب”الجمهورية العربية المتحدة” وقد خرجت جماهير الشعب العربي في سورية ومصر كالسيول الهادرة ترحيباً، وتأييداً للوحدة، وقيام الجمهورية العربية المتحدة، وهللت وكبرت لهذه الوحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج العربي.. وكانت تلك الأنشودة “لبيك عبدالناصر.. من المحيط الهادري إلى الخليج الثائري”. بعد التوقيع على الوحدة الاندماجية أجمع الموقعون أن يكون الرئيس جمال عبدالناصر “رئيساً” للجمهورية العربية المتحدة.. أما الرئيس “شكري القوتلي” فقد صار رمزاً عربياً وقومياً، وأطلق عليه أسم “المواطن العربي الأول” وكان يعامل معاملة الزعماء في حله، وترحاله بين اقليمي الجمهورية.. أما “جمال عبدالناصر” فكان لا يستقبل من قبل الشعب العربي السوري فقط، ولكن كانت الجماهير تزحف من لبنان، والأردن، والعراق لتنظم إلى جماهير الشعب السوري في استقبال جمال عبدالناصر جنباً إلى جنب مع الشعب العربي السوري.. إن من يتذكر تلك الأيام “1960،59،58” أثناء زيارات عبدالناصر للإقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة “سورية” يدرك مدى قومية، ووحدوية أبناء سورية، وأبناء الأردن، والعراق، ولبنان حيث كان الزعيم “ناصر” يستقبل بحشود جماهيرية قل أن تحتشد لأحد غيره في كل المحافظات السورية “دمشق، حلب، اللاذقية، دير الزور، الحسكة، حماة” حيث كان الركب الرئاسي يشق طريقه بصعوبة بالغة بين الجماهير التي كانت ترتمي أمام السيارة التي تقل الرئيس “جمال عبدالناصر” رغم الحراسة المبالغ فيها إلا أنها كانت تفشل، وتضيع بين الجماهير المحتشدة. في احتفالات عيد الوحدة الأول عام 1959م شارك وفد يمني كبير في احتفالات عيد الوحدة في سورية، كان الوفد برئاسة “محمد البدر” الذي اتجه إلى سوريا للمشاركة، والمباركة بأعياد الوحدة، ويبحث مع جمال عبدالناصر الذي اصطحبه في كل زياراته لمحافظات الإقليم الشمالي حول انضمام اليمن إلى “الجمهورية العربية المتحدة” وكان علم “المملكة اليمنية” يرفرف إلى جانب علم “الجمهورية المتحدة”. لكن كانت هناك مؤامرة كبرى تحاك لهذه الجمهورية، من قوى الاستعمار العالمي، والرجعية العربية، والإسلامية، وقد استغلت التذمر والسخط والتبرم بين القوى الإقطاعية، والرأسمالية في الاقليم الشمالي “سورية” الذين تضرروا من اجراءات الإصلاح الزراعي، والتأميمات، وكان كثير منهم قيادات كبيرة في الجيش، وفي جهاز الدولة في سورية، فدبروا انقلاباً بليل ضد الجمهورية العربية المتحدة في سبتمبر 1961م، ونجح قادة من الجيش العربي السوري في الانقلاب، وإعلان الانفصال وتصل أخباره إلى جمال عبدالناصر في القاهرة.. فنهض لمتابعة الأخبار والتواصل مع المشير “عامر” في دمشق موجهاً إليه الأوامر اللا يحشد مواقع الجيش السوري.. ولم يبك “جمال عبدالناصر” إلا في ذلك اليوم الأسود، ورغم خروج الشعب السوري إلى الشوارع إلا أنه قمع بشدة.. ومازال المشروع العربي الوحدوي حلماً حتى اليوم. رابط المقال على الفيس بوك