تتضارب الأفكار والآراء لدى البعض بسبب البناء المعرفي القائم على التعبئة الفكرية غير السليمة التي تعتمد تحديد النتيجة مسبقاً، بمعنى أن بعض القوى السياسية تقوم بدور خطير في البناء الفكري فتعمل على إحداث بناء فكري منتقى يحقق لها هدفاً محدداً، وتدفع في هذا الاتجاه بما يحقق ذلك الهدف وتحشد له كل الوسائل المحرمة عقلاً وشرعاً، ورغم مشرعية الهدف الذي أعدت له ذلك البناء الفكري إلا أن السيطرة على أدوات التنفيذ القائمة على البناء الفكري غير السليم لم تعد ممكنة، الأمر الذي يجعل المنفذ المشحون بفكرة محددة، وإباحة كافة الوسائل أمامه لتحقيق تلك الفكرة يعيش في عالم آخر لا يرى ولا يسمع غير ما تلقاه عقله وامتلأ به قلبه، ولم يعد قادراً على التراجع عن ذلك، ولو جاء التصويب ممن غرس تلك الفكرة في ذهنه، وهنا يحدث الانقلاب الخطير وهو انقلاب المتلقي على من قام بتلقينه وتثبيت الفكر المنحرف. إن خطورة البناء الفكري غير السليم التى تعتمد عليها بعض القوى السياسية لن يقتصر أثره على السلم الاجتماعي المحدود والمحاصر في الفكر المنحرف، بل ستطال كل شيء في الحياة، وهنا تصعب السيطرة ويتعرض المجتمع كله لخطر الفكر المنحرف ويصبح الخطر أشد رعونة وأخطر فتكاً بمكونات المجتمع الإنساني، واليمن جزء من العالم ظهرت فيه قوى سياسية جعلت السياسية تبرر الغاية وعملت خلال فترة ليست وجيزة على التعبئة الفكرية المنحرفة التي لا تؤمن بالتعايش مع الآخر ولا تقبل بالرأي الآخر على الإطلاق، وهذا الاتجاه من المهددات الكبرى للأمن القومي للجمهورية اليمنية الذي ينبغي أن يقف الحوار الوطني الشامل أمامه بجدية، لأن معالجة الأفكار المنحرفة في الحوار الوطني والخروج بثوابت لا يجوز تجاوزها يصبح ملزماً للجميع ويقضي على الخطر الداهم الذي يهدد المجتمع. إن مسئولية المتحاورين أن يناقشوا قضايا الإرهاب والتطرف ويضعوا المعالجات اللازمة التي تمنع الخطر وتحقق خير الإنسانية وتصون السلم الاجتماعي وتعيد لمكارم الأخلاق اعتبارها، ولا يجوز بأي حال من الأحوال اهمال هذا الجانب، بل إن الحوار الوطني معني بهذه القضية عناية كبرى حماية للسلم الاجتماعي وجعل اليمن خالياً من الإرهاب بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك