نتوقع أن يكون هناك عدد لا بأس به من العقلاء والحكماء في المشهد السياسي اليمني ومن أطراف المعادلة السياسية , الذين سيشاركون في الحوار الوطني, وهؤلاء هم من نعول ونعلق عليهم الآمال والأماني في إخراج البلد من كل هذه الأزمات والمشاكل والقضايا المفتعلة من قبل بعض شياطين السياسة وتجارها . لهؤلاء العقلاء فقط نقول : نحن وبلدنا ومستقبلنا وأولادنا وأموالنا أمانة في أعناقكم وعلى رقابكم إلى يوم القيامة فلا تخذلونا ولا تخيبوا آمالنا , أنتم ملاذنا الأخير بعد الله , فهذا البلد وهذا الشعب انقطعت بهم السبل وسدت دونهم أبواب القريب والبعيد , في عالم تحكمه مصالح الكبار والأقوياء , ولا مكان فيه للمستضعفين والغلابى. لقد تمثلت فرصة النجاة الوحيدة لنا ولوطننا في حواركم وجلوسكم على طاولة واحدة , لمناقشة كافة القضايا العالقة بين أطراف المعادلة السياسية , من أجل الوقوف أمامها بمسؤولية واقتدار , والخروج بحلول ومعالجات حقيقية تكفل إنهاءها وبما يرضي جميع الأطراف والقوى على الساحة الوطنية. كل ما نريده هو أن لا يكون حضور المشاريع التناقضية والصغيرة في مؤتمر الحوار على حساب المشروع الوطني وأن لا تحضر مصالح اطراف الحوار وتغيب مصلحة الوطن والشعب , وان لا تتحقق أهداف ومطالب مكونات وقوى الحوار الوطني , فيما الأهداف والمطالب الثورية المتمثلة بأهداف ثورة التغيير الشبابية السلمية تفشل ولا تتحقق . كل ما نتمناه هو أن يكون حواركم بمستوى الأحداث التي يشهدها الوطن , وان تكون مواقفكم بحجم المخاطر والأضرار التي تتهدد بلدنا ومستقبلنا , وان تكون مخرجات الحوار الوطني بقدر آمال وتطلعات أبناء الشعب اليمني داخل الوطن وخارجه , وقادرة على استيعاب ومواكبة طموحات الجماهير اليمنية في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة , وتحقيق الحرية والعزة والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية والعيش الرغيد والأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي وإعادة ترسيخ قيم الأخوة والمحبة والوئام والولاء الوطني وترميم النسيج الاجتماعي اليمني , وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية التي تعرضت للكثير من الأضرار والتشوهات خلال السنوات الماضية. ما نتمناه هو أن يكون حواركم ونقاشكم من أجل المستقبل والتخطيط للمستقبل , وليس من أجل الماضي وتصفية حسابات الماضي , أن تفكروا وتخططوا وتبرمجوا بعقلية جديدة متقدمة ومنفتحة على العالم تنسجم مع المتغيرات الدولية والتطورات العصرية وتستوعب حجم التحولات السياسية وتلبي مقدار التطلعات الجماهيرية والشعبية . عليكم أيها العقلاء تقع مسؤولية تاريخية عظيمة وجسيمة , في إخراج البلاد من هذه الأحداث والأزمات المدمرة , وإنقاذ الشعب من هذه الأوضاع الطاحنة والقاتلة، وعليكم أن تتذكروا جيدا أنكم حين تتحاورون فإن ذلك ليس من اجل أنفسكم ومصالحكم فقط بل ومن أجل أبنائكم وأحفادكم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم , أن التاريخ سيرصد خطواتكم ومواقفكم وتحركاتكم وأفعالكم في مؤتمر الحوار الوطني -- أم لكم أو عليكم – وإن الأجيال القادمة ستحتفظ لكم في ذاكرتها بحجم ومقدار ما تقدمونه لهم من مواقف وطنية مشرفة , تمهد لهم الطريق إلى مستقبل أجمل وافضل تحقيق فيه عوامل النهضة التقدم والازدهار والبناء والحياة الإنسانية الكريمة. ما نريده ونتمناه منكم ومن كافة مكونات مؤتمر الحوار الوطني ... هو أن يكون الحوار والنقاش , وأن تتبلور الأفكار والرؤى , وان تكثف الجهود والمواقف كل ذلك من اجل اليمن ومستقبل اليمن ومصلحة اليمن . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك