حسناً أن تنتظم في السنوات الأخيرة مواعيد انعقاد القمم العربية ، بعد أن كانت حسابات أنظمة الحكم تحول دون انعقادها دورياً.. وفي هذا الشأن يحسب لليمن أسبقية التأكيد على انتظام انعقاد هذه القمم التي تخرج نتائجها – في العادة – مخيبة لآمال المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، باستثناء تبويس اللحى وتبادل نبال الاتهامات, وفي أحسن الأحوال خروج هذه القمم ببيانات لا تسمن ولا تغني من جوع، بل ولا طعم ولا رائحة ولا لون لها. ومع شيوع حالات اليأس والتشاؤم والإحباط من مخرجات هذه القمم، يبقى التساؤل الذي يردده المواطن مع انعقاد كل قمة عربية: هل من جديد؟ وهل بإمكان هؤلاء القادة أن يخرجوا الأمة من أزماتها الخانقة وأحوالها المتدهورة والحال الذي لا يسر عدواً ولا حبيباً.. أم أن هؤلاء القادة سيعاودون الكرة في الهروب من مجابهة هذه التحديات المصيرية والوفاء بتلك المتطلبات والاستحقاقات العربية؟
منذ أول قمة عربية عُقدت في القاهرة مطلع خمسينيات القرن المنصرم وحتى اليوم، كانت القضية الفلسطينية حاضرة ولم يتمكن العرب منذ ذلك الحين استعادة الحقوق السليبة والمشروعة والعادلة إلى الشعب الفلسطيني.. هذا إذا لم يكن قد تم التفريط في كثير من هذه الحقوق، وكذلك ينطبق الحال عند الحديث عن التضامن العربي وتفعيل الشراكة الاقتصادية التي نلحظ – في كل عام – تدهور حالة التضامن واستفحال النزوع القُطري ، بل وغياب التكامل الاقتصادي والاجتماعي الشامل.
وإذ يتطلع اليوم المواطن العربي بأن تكون قمة الدوحة مخرجاً فعلياً للأزمات وليست حالة نمطية في أداء النظام السياسي العربية يجتر فيه فن الخطابة، بل يتطلع هذا المواطن كذلك لأن تكون القمة حدثاً مميزاً تستطيع – على الأقل – تحريك المياه الآسنة في الحياة العربية وإحداث فجوة في جدار هذا الواقع المرير الذي تعيشه الأمة وتترسخ فيه عوامل التخلف وتستبد به رياح الفرقة والشتات وتتفاعل داخل مكوناته عناصر التناقضات والمرارات والسلبيات!
هذا الواقع المرير يحدث – للأسف الشديد – في الوطن العربي على الرغم من تمتعه بموروث إنساني و حضاري، قدم للبشرية الريادة في الابتكار العلمي والنظري، فضلاً عن خاصية ثروته البشرية التي تحولت بفعل هذه السياسات الخاطئة إلى كم مهمل وتمتعه كذلك بثروات طبيعية لم يحسن استغلالها والاستفادة منها في تحقيق التنمية المستدامة.. ولا أزيد على ذلك شيئاً، في انتظار سماع البيان السنوي المكرر الصادر عن القادة العرب .. وكل قمة وأنتم – ياعرب - تترقبون الفرج!!. رابط المقال على الفيس بوك