في الخامس والعشرين من شهر مارس، وعلى مدى يومين انعقدت “القمة العربية”.. الشارع العربي لم تعد تهمه هذه القمة “انعقدت أو لم تنعقد”، فالمواطن العربي لا يعلق عليها آمالاً، ولا يرجو منها طموحات، وكل ما يراه في انعقاد هذه القمة سوى زيادة إحباطه، ومشاهدة انحداره. القمة العربية أو “الجامعة العربية” ولدت ميتة، واستمرت في تابوتها لا تقدم ولا تؤخر، فمنذ البداية لإنشاء هذا الجامعة، وكتابة ميثاقها، جاء في الميثاق أن قرارات الجامعة، ومجلسها، وهيئاتها غير ملزمة التنفيذ، فمن يشاء من الأعضاء أن يتنصل، ويتغاضى عن قرارتها، ولذا فإن الاتفاقات العربية التي تمت بموجب قرارات القمة العربية مثل «السوق العربية المشتركة» و «اتفاقية الدفاع العربي المشترك» وهي اتفاقات منذ ستينيات القرن الماضي، ومع ذلك لم تنفذ، وتترجم على أرض الواقع، لا ممن كان صادقاً في ذلك، ولا من الأعضاء الآخرين.. وهذا ليس غريباً.. لأن القمة العربية، والنظام العربي ممثلاً بالجامعة العربية، لا يملكون قرارهم، وليس بيدهم أن يقرروا إلا في حدود ما توافق عليه القوى التي تهيمن على الحكام الذين لا يزيدون عن موظفين لدى الدوائر الاستعمارية الغربية، هذه الدوائر التي لا تريد للعرب لا وحدة، ولا ديمقراطية ولا نهضة، ولا مشاريع مشتركة، ولا سوقاً، ولا دفاعاً مشتركاً، كون ذلك تهديداً لأطماعها الإمبريالية الصهيونية الغربية في المنطقة. وعليه فإن الأنظمة يستأذنون الدوائر الإمبريالية التي يتبعونها حول ما يأتي في خطاباتهم، وكلماتهم عن “الكيان الصهيوني” “والقضية الفلسطينية” مبررين ذلك إنهم إنما يقولون ذلك للمزايدة، واسترضاء الشعوب العربية، وسيظل ذلك حبراً على ورق.. إنه حال مزرٍ ومخجل، أن لا يستطيع النظام العربي ممثلاً بالجامعة العربية أن يحقق الوجود العربي وهو يمتلك كل المقومات لذلك، والقدرة فقط لو توفرت الإرادة، والشجاعة، وروح الانتماء العربي، والإيمان بحقوق الأقطار العربية.. لكن يا للأسف، حين نعلم أن الحكام يجلسون إلى جوار بعض في القمم، ويتكلمون باسم العروبة، والآمال، والتحديات، والطموحات.. بينما الحقيقة أن كل واحد منهم يتآمر على الآخر بجانبه، أو أمامه على الطاولة المستديرة للقمة، تنفيذاً وعملاً بتوجيهات وأوامر أجنبية لتنفيذ أجنداتها ضد الأمة واستقلالها ، وسيادتها وكما قلت تنعقد قمة، أو لا تنعقد فهي كعدمها في كلا الحالتين.. لا تقدم، ولا تؤخر في “الهزال العربي” المقيت، ومهما كانت نتائج القمم لم تعد تلفت انتباه المواطن، أما أعداء العرب فمطمئنون إلى جامعة القمة العربية.. ويعلمون أنها أصبحت آلية من آليات تدمير الأمة، وتمزيقها، وتنفذ أجنداتهم، أي أجندات الأعداء كما هو الحال اليوم فلسطين تضيع، والجامعة وقمتها مشغولة بتنفيذ مؤامرة غربية ضد سورية، الصابرة، والمصابرة، والصامدة حتى الآن ضد الحرب التي تستهدفها. رابط المقال على الفيس بوك