أما وقد جاءت إحدى مخرجات قمة الدوحة العربية تصب في اتجاه دعم اليمن سياسياً واقتصادياً ، فإنها جاءت كذلك تشيد بالخطوات التي قطعتها بلادنا والقوى السياسية على طريق إنجاز ما تبقى من المرحلة الانتقالية في اليمن والمدعومة – أساساً – بإرادة شعبية ودعم خليجي غير مسبوق. والأمر لا يقتصر عند هذا الحد ، بل يتجاوزه إلى تحذير القمة لتلك القوى الإقليمية من مغبة التدخل في الشئون الداخلية لليمن واعتبار ذلك خطاً أحمر يمس الأمن الاستراتيجي لمنظومة أمن دول الجزيرة والخليج والعالم بأسره. ولا ننسى هنا أسبقية الدعم الخليجي لمساعدة اليمن في الخروج من أزمته التي اندلعت شرارتها منذٌ أكثر من عامين وحتى قبل ذلك بعقود أيضاً ، وذلك عندما تبنت هذه الدول المبادرة الناجعة لتسوية الأزمة سياسياً مشفوعة بإرادة أممية، تجلت في قراري مجلس الأمن رقم 2014 - 2051، حيث نجحت المبادرة الخليجية في وصول الأطراف المعنية إلى طاولة الحوار لبحث معضلات الأزمة ووضع حلول شاملة في إطار إقامة الدولة اليمنية الحديثة والمتطورة.. ولا يزال هذا الدعم متواصلاً منذ إطلاق تلك المبادرة الخليجية من خلال التمويلات المالية واللوجستية لمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة ، كما لا تزال أشكال هذا الدعم تتوالى من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ، سواءً في التمويلات التي تعهدت بها هذه الدول في مؤتمري الرياض ونيويورك أو في إطار العلاقات الثنائية بين اليمن وهذه الدول. لقد أثلجت قلوب اليمنيين تلك المواقف الخليجية الداعمة في الماضي و أنعشت آمالهم حاضراً في تحقيق تطلعاتهم إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة، متجسداً في تجديد تلك التأكيدات بالوقوف إلى جانب اليمن ومساعدته في الخروج من أسر تداعيات الأزمة القائمة.. وأشير هنا – تحديداً – إلى المواقف القطرية التي تجلت في روعة عطاءاتها خلال التقاء الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي بأخيه أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر القمة العربية في الدوحة ، حيث جرى التأكيد على التزام الشقيقة قطر بتقديم حزمة إضافية من الدعم المالي لتمويل ما تبقى من المرحلة الانتقالية ، فضلاً عن الالتزام بتغطية نفقة التعويضات ومعاملة اليمنيين المتواجدين في داخل الدولة أسوة بإخوانهم القطريين.. وهي مواقف أخوية حميمية صادقة تجسد نبل وعمق العلاقات الثنائية وتعبر عن صدقية المواقف الأخوية لحكومة وشعب قطر الشقيق تجاه إخوانهم اليمنيين في مختلف المراحل والشدائد، خاصة في هذه الظروف والتحولات التي تعيشها الساحة الوطنية. إن اللفتة القطرية المشكورة لتمويل متطلبات المرحلة الانتقالية وتغطية التزامات التعويضات وغيرها من مواقف الدعم الأخوي التي تتطلبها إصلاحات التسوية.. تأتي في إطار المواقف الأخوية الصادقة للأشقاء في قطر جنباً إلى جنب مع الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين أسهموا وبشكل مباشر وفاعل في دعم اليمن ، خاصة خلال هذه الفترة التي وجد فيها اليمن سنداً أخوياً قوياً يدعم مسارات التسوية والتنمية في آنٍ معاً. ولاشك أن كل تلك المعطيات الاخوية المجبولة على تفهم أوضاع اليمن الداخلية وطبيعة موقعة الستراتيجي بالنسبة للمنطقة والعالم قد أستحق هذه الالتفاتة الكريمة.. وهو أمر – ولاشك – يستحق عليه الأشقاء في هذه الدول كل التقدير والثناء والاحترام. رابط المقال على الفيس بوك