يوم 18/ 3 كالعادة كنا نجلس في مشرب يشتهر بالعصائر والشاي، والوجبات الخفيفة، كان الوقت حوالي ما بعد ال 12 ظهراً، كنا نتجاذب الحديث مع زملاء كُتاب وإعلاميين عن الثورة ومصير الثورة وانطلاق مؤتمر الحوار، وكل يدلي بدلوه.. الجميع مختلف ومتباين في الرأي حول «مؤتمر الحوار» والتمثيل فيه.. ومع الاختلاف والتباين إلا أن الجميع قد يكون على حق من زاويته، ووجهة نظره؛ لأن كل واحد له مبرراته وحججه. العديد من الشباب يتذمر ويتبرم من «مؤتمر الحوار»، ويؤكد أن النتائج لن تكون التي يأملها الشباب، وأن «الرئاسة» للمؤتمر، وكذا التمثيل في عضوية المؤتمر هم من الحكومة الانتقالية والنخب الحزبية التي لا تحمل هموم الشباب والتغيير المطلوب؛ لأن هؤلاء هم جميعاً من المأزومين الذين وجدوا في الشباب الصهوة التي امتطوها للوصول إلى مؤتمر الحوار؛ ليعيدوا تقسيم الكعكة «اليمن» فيما بينهم وينتجوا نظاماً «توافقياً» وليس «ديمقراطياً»، وسوف يعيدون صياغة النظام وتفصيله على مقاسهم ومقاس مصالحهم «النخبوية» التي لا علاقة لها بمصالح الشعب، ولا بالأهداف التي خرج من أجلها الشباب وقدموا التضحيات والجرحى من أجلها. عموماً هناك من نظر إلى ما هو أبعد .. إلى أن ما حدث في اليمن هو جزء لا يتجزأ من أجندة أمريكية، وذلك لإنتاج أنظمة جديدة موالية بل ملحقة بالدوائر الغربية الصهيونية، تقبل بالدولة اليهودية، والتطبيع معها، وتدمير ما أنجزته الدولة العربية خلال الفترة الماضية في المجالات المختلفة، وخاصة الجانب العسكري، وإضعافها حتى تصير الهيمنة والسلطوة في المنطقة للعصابات الصهيونية وتصفية القضية الفلسطينية وإدخال الأقطار العربية في متاهات من الفتن والحروب الأهلية: طائفية، ومذهبية، ومناطقية وجهوية، وعصبية.. وهو ما أطلقت عليه كوندا ليزا رايس - وزيرة الخارجية السابقة - في عهد «بوش» الابن «الفوضى الخلاقة». ونحن في خضم الحديث.. فوجئنا بأربعة من الشباب بهيئات غير منظمة يظهر عليهم الوعث، ومعهم أربعة إطارات مطاطية، ودبة بترول، وصنعوا الإطارات في الشارع وصبوا عليها البترول وأشعلوها، ليقطعوا الشارع.. في نفس الوقت رأينا شباباً مهندماً تصدى لهم، ونقل المياه من البوفيه ليطفئوا تلك النيران ويرمونها بهراوات خشبية طويلة بعيداً عن الشارع ويقومون بطرد أولئك الذين أرادوا قطع الشارع.. كان عملاً جميلاً ورائعاً من الشباب الذي تصدى للبلطجة وقطع الشارع.. لكن نحن نحذر أن تتحول الضابطية للشارع كما في مصر، والتعاون يكون بإبلاغ الجهات المختصة.. حتى لا تكون الفتنة في المحافظة. رابط المقال على الفيس بوك