الحنين إلى الماضي التشطيري فاجعة يحملها البعض بروح منهكة ببشاعة الفعل المجرم للتراجع عن طموحات اليمنيين، ويرسم صورة يائسة عن المستقبل الذي يتحدث عنه من يحمل الفاجعة، وترتسم أمام الناس كافة صورة المشهد المأساوي الذي عاشها اليمنيون في ظل التشطير، ويضاف لها صور أخرى تحلق في طي السحابة السوداء، الأمر الذي يضاعف حجم الفاجعة التي لا يجيد ذلك البعض إلا فرضها بادعاء الوصاية على الشعب بنفسٍ تنبعث منه رائحة التآمر الذي يحمله مشروع الفواجع المتمترس خلف إرضاء الحاقدين على وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الحديثة. إن مستقبل اليمن الواحد والموحد لا يعبر عنه الأدعياء والأوصياء الذين يؤثرون أنفسهم على الوطن ويغلبون المصالح النفعية الخاصة بهم على المصالح العليا للوطن الكبير ويرهنون شرف التاريخ لرغباتهم الفوضوية اللصيقة بذواتهم الشخصية، وهي رغبات لا يشرف اليمنيين كافة الحديث عنها، لأنها ضد مكارم الأخلاق وتتنافى كلية مع أخلاقيات اليمنيين الكرماء من أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي حتى الربع الخالي الذي عاش اليمنيون عشاقاً لكل ترابه ومائه وهوائه وآثروه على أنفسهم وفدوه بدمائهم وأموالهم. ان الحديث عن مشاريع الفواجع وكأن ليس في الوطن إلا من يحمل تلك المشاريع فقط، وهذا إغفال للشعب اليمني الحر الذي يأبى الدنيئة ويعشق العزة والقوة والكرامة التي لا تتوفر إلا في وحدة الوطن وأمنه واستقراره وتطوره، ولا تتحقق الآمال والطموحات المشروعة إلا في ظل وحدة الأرض والإنسان والدولة القوية والقادرة على الحفاظ على بقائها في خارطة العلاقات الدولية شامخة بسيادتها الوطنية المطلقة والمتحررة من كل قيد. إن التأثير على مجريات الحوار الوطني وكأن الرافضين للمشاركة فيه هم من يمثل اليمن وحدهم وتجاهل النبلاء والشرفاء الذين تدافعوا للحوار من الأمور المعيبة التي تعطي مؤشراً خطيراً يؤثر على الوطن ويحقق رغبة الأدعياء والأوصياء الذين لا يرون إلا أنفسهم فقط وما دونهم من ملايين البشر ما خلقوا إلا لخدمتهم هم فقط، ولذلك نجدد القول بأن من في نفسه مرض ولا يقبل بالشعب لا خير فيه لهذا الشعب، ولن يقبل في المستقبل، والشعب ماض في حواره الوطني الشامل من أجل حل المشكلات الوطنية وليس من أجل صناعة مشكلات جديدة، والنصر لليمن الواحد والموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك