من المقبول أن يكون للمرء رأي متزن مبرر موضوعياً في المجريات من حوله, وفي أداء المسئولين وأساليب إداراتهم, ولصاحب الرأي الحق في النقد البناء البعيد عن الشطحات والجرح والتمادي واستعمال الألفاظ النابية, وله أيضاً أن يفند الأخطاء كيف شاء إلا أنه لا يملك الحق فيما هو أبعد. وفي هذا السياق إن على الذين ينتقدون الأخ/ شوقي بحق أو بغير حق أن يحترموا الكلمة ويلتزموا بآداب النقد ومحدداته, وأن لا يذهبوا في أرائهم وخصوماتهم إلى المجموعة, وإلى الحياة الشخصية والخاصة, فهذه أمور ليست مطروحة للنقد, وغير مسموح المساس بها لأي إنسان كان, فالحياة الخاصة مسألة لا ينبغي أن تتعرض للأقلام والإيلام والإيذاء.. وما لفت انتباهي, تلك الحملة الشرسة على بيت هائل سعيد, ذلك البيت الذي خدم ويخدم تعز بكل الاتجاهات, فهو عبر المجموعة التي أنشأها يستوعب عمالة كبيرة وضخمة, وهو أيضاً يرعى عائلات وذوي احتياجات وله أياد بيضاء في كل ميدان من ميادين الخير. وهو فوق هذا وذاك غير معني بالمحافظة والمحافظ, فلماذا تخلط الأمور وتتجه الأقلام بقسوة إلى هذا البيت المحترم, الذي ينبغي أن نحافظ عليه ونحميه وندعمه. وعلى الذين يفجرون في خصوماتهم أن يدركوا أن ذلك ليس من صفات المؤمنين, ولا ينصح لأي شخص أن يسلك مثل هذا السلوك, ومن ينهج مثل هذا النهج في حياته لا شك فيه الكثير من العيوب والسقطات التي تعبر عن حالة غير متزنة وغير مستقرة وهو بحاجة إلى مراجعة الذات واسترجاع ممارساته وعرضها على نفسه في شريحة وشرائط من الوقائع وعليه أن يتوقف عند كل مشهد وواقعة ويسأل نفسه لماذا كان موقفه هناك أو هناك على هذا الحد من القسوة والحدية والعدوان.. إن مراجعة الذات, وتقييم أخطائها, هي من شيم الفضلاء والكرام, ولا يقوم بها إلا من يثق بنفسه, ولا يقوم بها إلا كبيراً يتعالى على الصغير وينفض عن نفسه غبار القصور والأخطاء, ولا يقوم بها إلا من يريد لأعماله أن تكتمل ولمسيرته أن تستقيم,« وما يلقاها إلا الذين صبروا, وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم», « وما تشاءون إلا أن يشاء الله », ثم إن التجاذبات والخصومات التي يدعي كل طرف أنها لأجل تعز لابد وأن تتوقف, ولا بد أن تنتهي إلى نهاية تنتصر لتعز, وتأتي على العلة من جذورها, فالحقيقة التي لا غبار عليها أن تعز هي الأعلى والأغلى وليست ملكاً لأحد, ولم يكتب فيها وثيقة بيع لأي طرف أو شخصية أو جهة أو حزب مهما علت همته وارتفعت مكانته, فتعز ليست في جيب أحد سواء كان ابناً جغرافياً لها أو كان ابناً لها بالرعاية, والانتماء الثقافي, أو السياسي, فهي محافظة من محافظات الجمهورية أو تعز قلب الجمهورية ولها في الجمهورية ما للجمهورية فيها.. وعلى الألسنة الغلاظ الشداد التي تريد أن تخرج تعز من هويتها وحضارتها ومدنيتها وتضعها في قالب مناطقي أن تتوقف وتخرس, لأن التاريخ الذي سطرته تعز يغاير كل الادعاءات, فتعز كتبت تاريخ اليمن, واليمن استوعبته لتعز.. نقول إن المزايدات التي نسمعها ونقرأها, لاشك أنها هذيان محموم مصاب بعلل نسأل الله أن يبرأ منها وأن يعيد له صحته وعافيته.. وفي هذا السياق نقول إن البلسم الذي يمكن أن يداوي آلام تعز, هو الحوار وليس غيره, وعلى الجميع أن يدرك أن الفساد والتمترس لا يمكن أن يحقق الوئام ويفرض السكينة ويعمم الأمن ويشبع السلام الاجتماعي.. ومن ثم فعلى الأطراف المتنازعة والمتمترسة في خنادق العناد أن تخرج من خنادقها وتسلم بالحقيقة الدائمة وتلجأ إليها, وهي الحوار, وبما يؤدي إلى: 1 - تفعيل ميثاق الشرف لأجل تعز. 2 - التوقيع على محضر تفاهم يعلي من تعز ويرفعها على ما دونها من مصالح وأهواء. 3 - الإقرار بأن الوظيفة العامة حق لكل مواطن, تتوافر فيه شروط الوظيفة.. 4 - الإقرار بأن التوافق والشراكة هما المخارج القيمية لموضوعات تعز, والتي لن تجد مخارج أكثر سلاسة وسلامة منها متى ما قامت على ميثاق الشرف كونه المرجعية التي ينبغي العودة إليها. 5 - أن شهداء وجرحى ثورة فبراير هم شهداء وجرحى الوطن ينبغي أن يكرموا ويمنحوا ما يستحقون من الرعاية, وعلى جميع الأطراف العمل الشراكي المتضامن لانتزاع حقوقهم بالضغط المشترك على الجهات المركزية المعنية بهذا الشأن, ومن ذلك الضغط على إخراج قانون للعدالة الانتقالية, لا يقفز فوق دمائهم وأرواحهم وجراحاتهم. والله من وراء القصد رابط المقال على الفيس بوك