استبداد الحداثيين من إيجابيات ثورات الربيع العربي أنها كشفت القناع عن وجوه كثير من المثقفين الحداثيين بشتى اتجاهاتهم..والذين ظلّوا لردح ٍ من الزمن يخدعوننا بشعاراتهم وبالتنظير للحرية والديمقراطية والرأي والرأي الآخر ورفض الاستبداد والسخرية من تزويرالانتخابات في بلدانهم ..وقد لاقت تلك الشعارات وتلك التنظيرات الكثير من الصدى والتجاوب والتعاطف حتى من قبل الإسلاميين أنفسهم.. لكن تداعيات ثورات الربيع وما تبعها من انتخابات كشفت لنا الوجه الطبيعي والمعدن الديمقراطي الحقيقي لأولئك الحداثيين وأن الديمقراطية التي كانوا يقصدونها هي التي توصلهم للسلطة لا غيرهم والرأي والرأي الآخر المقصود هو رأيهم وصداه ..يعني كل تلك الشعارات والتنظيرات التي أدوشونا بها لعقود طلعت فشوش وكلام ×كلام ..وأظهرت لنا استبداد بلباس حداثي على اختلاف ألوانه (ليبرالي ..يساري .علماني وغيرهم) ومصر وتونس كأبرز مثالين لما طرحت هنا . استبداد الشعوب العربية إما أن الشعوب العربية مجبولة على الاستبداداً .. أو أن طول بقائها في ظله جعلها تألفه حتى أصبح جزءا من تكوين شخصيتها ..وإذا يوما خرجت منه لا تلبث أن ترجع لتبحث عنه ..الشعب المصري أو جزء كبير منه مثال جلي على هذاالكلام.. ففي عهد نظام مبارك ..لم يكن يجرؤ أحد على السخرية من شخص الرئيس ..وقد كان الحديث عن (الريس) خطاً أحمر كلون بذلة الإعدام في مصر . واليوم وبعد الثورة.. برامج تلفزيونية بلا عدد في عدة قنوات.. يستعرض فيها المذيعون والمقدمون بكل وقاحة مهاراتهم في السخرية والاستهزاء بالنظام وبالرئيس مرسي وكلما قابلهم النظام بالصمت (من باب ترك المجال للحرية في التعبير وقطع الطريق على من يتربصون بمصر ) ازداد ارتفاع مؤشر وقاحتهم وتطاولهم بكل بجاحة...فهل يا ترى هذا هو ما قاله سيد قطب في معنى كلامه (بعض النفوس ألفت العبودية فإذا حررتها ذهبت تبحث لها عن سيد ) أو كما قال رحمه الله رابط المقال على الفيس بوك