قال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» ليلة الجمعة على هامش مسامرة رمضانيّة للنقاش حول النقاط الخلافيّة في الدستور إن الحكومة غير خائفة من دعوات حركة «تمرد» لاسقاطها، مشيرا الى أن ما يقوم به أنصار «تمرّد» يعدّ مجرد أعمال طائشة لا تحترم ارادة الشعب، وتتجاهل بالتالي وجود مؤسسات الدولة. و في ردّ على الأشخاص الذين يرون أنّ حكومة «الترويكا» فاشلة و يجب أن تزول قال الغنوشي إن الحكومة الحالية أفرزتها انتخابات و إنّه على الأطراف المستعجلة للوصول الى السلطة الانتظار 4 أو 5 أشهر ليوضّح أن أكبر خطر على الاسلام هو غياب الحريات وعدم توفر ضمانات كافية لحرية الضمير وحرية التعبير والمعتقد، مؤكّدا أن الحريات لا يجب أن تكون مطلقة. وأضاف الغنّوشي القول إن الحريات الديمقراطية اليوم فى بلدان الربيع العربي تختبر شأنها شأن اختبار المنادين بالحريات والحقوق في الوطن العربي ليشير إلى أن ما يحدث في مصر هو «امتحان لمدى إيمان النخب العربية من إسلاميين وغيرهم بقيم الحرية» ليتساءل «هل هي قيم مطلقة نؤمن بها بصرف النظر عن استفادتنا منها أم مجرد سلعة فى السوق نأخذ منها في وقت ونزهد فيها في وقت آخر؟». وأشار الغنوشي إلى انّ هذا السلوك هو الذي جعل من النظام السابق (في إشارة إلى زمن بن علي)، يتغدّى بالإسلاميين ويتعشى بالحداثيين ليتساءل «هل يتكرر الدرس مرة أخرى أم نتوافق على أنه لا قيام لمجتمع حديث وحضارة دون إيمان عميق بالحرية؟». وأكد الغنوشى أن «الشرعية الانتخابية لا تكفي لمراحل الانتقال الديمقراطي وأنه لابدّ من الوفاق «تلك الكلمة السحرية التى ابتدعتها الثورة التونسية» على حد قوله. وكان الشيخ راشد الغنوشي قد وصف خلال خطبة الجمعة ما يجري حاليا في مصر بأنه معركة أخرى من معارك الإسلام، وإنتقد بشدة الحداثيين الذين أيدوا عزل الرئيس محمد مُرسي. وقال الغنوشي إنه في مصر «حُسمت المعارك الكبرى في التاريخ، المعركة مع الصليبيين حُسمت في مصر، والمعركة مع التتار وهي معارك فاصلة في تاريخ الإسلام حُسمت أيضا في مصر». وأضاف أن مصر تشهد اليوم «معركة أخرى من معارك الإسلام ،ستُحسم لخير الإسلام وأهله، ونحن لا نملك إلا أن ندعو لإخواننا بأن يثبتهم على الحق وينصرهم نصرا عزيزا». وانتقد الغنوشي بشدة الحداثيين الذين أيدوا عزل مُرسي، وقال «ما يحصل في مصر يعد إمتحانا ،بل فضيحة للكثير من منتسبي الحداثة، والحداثة منهم براء». وإعتبر أن جوهر الحداثة «هو الحرية التي يُعبر عنها بالإنتخابات، والعسكر في ظل الديمقراطية لا يمكن إلا أن يكونوا جنودا ينفذون القرار السياسي». وتابع»إن الذي قاد هذا الإنقلاب الذي يتردد الكثير من الحداثيين في وصفه بالوصف الصحيح ،إستمد شرعيته من رئيسه الذي وضعه في السجن،أي أن الذي عينه قائدا للجيش هو رئيس الدولة،أي أن الجندي ينقلب على سيده ،وهذه فضيحة لقسم من منتسبي الحداثة». وختم بالقول إن هؤلاء الحداثيين «إفتضحت حداثتهم إذا وقفوا إلى جانب الإنقلابيين،وراحوا يبشرون بهذا النموذج، ويلوحون بإستدراجه وإستدعائه إلى بلاد أخرى،ولكن لن يفلحوا».