الشراكة الوطنية مبدأ عالمي و هي الترجمة العملية لمفهوم المواطنة المتساوية. أقول هذا بعد أن وجه لي بعض الشباب أسئلة عن مفهوم الشراكة الوطنية وماذا أعني بها إثر مقابلة قناة السعيدة التي بثت يومي الاثنين والثلاثاء من الاسبوع الماضي بمعية الشيخ محمد أحمد سيف الشرجبي والشيخ حمود سعيد المخلافي وعضوي مجلس النواب عبد الحميد فرحان وعبد السلام الدهبلي والذي كان لقاء مسؤولاً بنظري بعيداً عن المناكفات ومناطحة الثيران ..وركزت فيه على ضرورة تحقيق (الشراكة الوطنية) كمخرج لمشاكل تعز واليمن وهو مفهوم تطبيقي في الانظمة المتقدمة للحقوق والواجبات للمواطن أوعليه وتجسيد (للمواطنة المتساوية) والشراكة الوطنية هي البديل للاستحواذ على الدولة والوظيفة العامة والثروة من قبل فرد أوأسرة أو حزب أو جماعة كما كان العهد السابق الذي ثرنا عليه, البعض لا يعرف أن النظام السابق وغلاة المؤتمر الشعبي العام قد جرف كل القوى الوطنية وصفى كل المعارضين من كل الإدارات بما يشبه (التطهير) وأبدل بالعموم شخصيات لا صلة لها بالوظيفة وإنما بالولاء والإستعداد للنهب والسيطرة على الصناديق حتى رأينا الأميين والفاسدين يتبوؤن أعلى المناصب ، فالشراكة الوطنية ليست (محاصصة ) ولا مطلباً شخصياً ، هي التطبيق العملي لمبدأ المساواة، خاصة ونحن في مرحلة توافق وانتقال ولايمكن أن يؤسس للفترة الجديدة طرف واحد مابالك اذا كان هذا الطرف من ثار عليه الناس، هنا تكون مهزلة حقيقية واستهانة بدماء الشهداء ونفخ في النار بل صب مزيد من الزيت على النار، فمن غير المعقول أن يبقى الوضع الحالي كما هو في محافظة تعز دون تغيير أو حلحلة بيد طرف النظام السابق وكأنك يا تعز ما ثرت وما سالت الدماء في شوارعك وذلك مهما استمات البعض، كما لا يمكن تبديله من نفس اللون لأن الناس ضحت لإزالة هذا الانتقاص من المواطنة وحتى تكون كل القوى والمواطنين شركاء وليس غرباء أو دخلاء عبر قوانين وممارسات وقرارات توضح الحق والواجب ويشارك فيها كل القوى لا يقلل من هذا الحق خلاف أو انتماء سياسي أو عرق أو لون . وعندما نتحدث عن الشراكة لا نعني بها أبداً إزاحة المخالف السياسي بل الدفاع عن وجوده، فمن أهم عناصر الشراكة أن ترتبط حقوق الآخر بحقك بصورة تكاملية، إذا سقط حق الآخر سقط حقك, إنها ثقافة الكرامة والعدالة المنشودة التي ثرنا من أجلها و يجب أن ندافع عنها ونفهمها ونتدرب على ممارستها وتطبيقها لأنها المخرج الوحيد من دوامة الظلم والصراع والانتقاص ....لا يمكن ان تستمر هذه الحالة أبداً ولا يمكن أن يبقى النظام القديم بكل سلبياته يرفع عصا محاربة المحاصصة ليبقى الاستحواذ ويقتل التغيير الذي قدم اليمنيون من أجله الدماء ومازالت القدرة لديهم لتقديم مزيد من التضحيات حتى ينجح التغيير بالنهج وينضج أيضاً وصولاً إلى تحييد الوظيفة العامة عبر نظام جديد تصنعه الشراكة الوطنية التي يشارك بها الجميع لتحقيق أهم وأغلى مبدأ خرج من أجله الناس وهي المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص دون منة لفرد أو صدقة من أسرة أو حزب أو ما شابه.. دعونا نشعر بالانتماء لهذا الوطن ونستمد منه كرامتنا المتساوية بعيداً عن الاستجداء المذل وفقاسات النفاق المهين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك